علي الدوابشة ورئيس الاركان الأمريكي ومظاهرات العراق
الدوابشة
لا ينفع الطفل الفلسطيني علي سعد الدوابشة الذي أحرقه المستوطنون حيا مع ذويه فجر الجمعة في قرية دوما قرب نابلس في الضفة الغربية المحتلة إدانة مجلس الأمن لهذه الجريمة ، كما لم ينفع من قبل إدانة مجلس الأمن ذاته لإحراق الميليشيات الشيعية الموالية لإيران 70 مصليا سنيا في مسجد بمحافظة ديالى العراقية ، ونفس الأمر ينطبق على إعدامات داعش التي لا تنسى .
فإذا كان الساسة الفلسطينيون عاجزين عن المضي بالقضية قدما فإن من العيب والحيف أن يستمروا في مزاعم تمثيلهم للفلسطينيين ، في الداخل والشتات ، وإن تحويل الملف الإجرامي هذا إلى محكمة الجنايات وجميع الملفات المشابهة ( كفى بالإحتلال جريمة الجرائم ) لهو المعيار الذي تقاس فيه وطنية الوطنيين ، ولربما تطوى صفحات هذا الملف وما خلفه من موت إضافي لآخرين في أدراج النسيان كما " طمرت " من قبل ملفات لا يعرف مصيرها الآن أحد .
جوزيف دنفورد
استذكرت مواقع وصفحات عبر فضاء النت ، الأسبوع الفائت تصريحات سبق وأطلقها رئيس أركان الجيش الأمريكي الجديد جوزيف دنفورد ، وذلك خلال جلسة استماع في الكونجرس في السابع من تموز يوليو الفائت ، عندما قال : إن بالإمكان تقسيم العراق إلى دولتين : كردية ، وشيعية فقط .
هذا التصريح الذي يجده المتابع على اليوتيوب ، كان دنفورد يتحدث فيه عن جاهزية الأكراد ، وجاهزية الشيعة لإقامة دول مستقلة لهم في حال تقسيم العراق ، على اعتبار أنهما يملكان الإمكانيات للإستقلال ، بعكس " السنة " الذين لا حول لهم ولا قوة ، وفق زعمه .
بغض النظر ، هل السنة جاهزون ولديهم الإمكانيات أم لا ، فإن نية التقسيم اتضحت وتحت قبة الكونجرس ، كما وإن عقلية كهذه التي يتمتع بها رئيس أركان الجيش الأمريكي تشي بأن الولايات المتحدة " غايبة طوشة " عن المنطقة ، وتعتمد في قراءاتها واستراتيجياتها على دفاتر " عتيقة " ، إذ يبدو أن هذا المسؤول الكبير،نسي بأن السنة هم الذين أداروا العراق منذ استقلاله إلى حين احتلال الجيش الأمريكي لبغداد في العام 2003 ، وأن تسليم أمريكا العراق للإيرانيين هو الذي جعل إيران توغل في خطاياها بحق أهل السنة في هذا البلد ، وبحق المسيحيين ، لتصل إلى هذه النتيجة .
السنة جاهزون وقادرون في كل الاحوال ، ولكنهم يرغبون في العيش الكريم والعدالة الشاملة مع أشقائهم العراقيين من مختلف الطوائف ، والأعراق ، أما أن يتم تهميشهم وإلغاء أكثر من 60 % من شعب العراق لحساب مصالح استراتيجية مع إيران ، فإن هذا لن يفيد لا العراق ولا الولايات المتحدة ولا إيران ، فها هي الولايات المتحدة تخسر وتنكفئ ، وها هو العراق يدمر ، وها هي إيران تستنزف ، سواء أعيدت إليها عشرات المليارات بالإتفاق النووي أم لا ، فالجرح الإيراني دامٍ بغزارة في اليمن وفي سوريا وفي العراق ، بل ها هي سمعة إيران تحترق في عموم بلاد السنة الذين لم تبق لها بينهم لا صديق ولا واثق . ( سنعود لـذكر " واثق " بعد قليل ) .
مظاهرات العراق
أما مظاهرات العراق ، فإن الذين خرجوا في اعتصامات كبيرة بسبب انقطاع الكهرباء تحت حرارة وصلت إلى 52 درجة مئوية ، ليسوا سوى وقود بخس ترغب بحرقه القوى الشيعية المتصارعة ، وسرعان ما ستتلاشى مطالب هؤلاء المساكين بالكهرباء والماء والخدمات ، وتتحول صرخاتهم إلى ما يشبه " عواء في خواء " لأن الكعكة العراقية " الشيعية " قد تم تقسيمها منذ زمن بين الميليشيات " الإيرانية " التي تحكم العراق ، ولكن بلسان عربي مبين :
يكفي أن يسأل مذيع قناة عراقية رجل الدين وزعيم فصيل شيعي طائفي يدعى " واثق البطاط " : ( قتل على يد داعش مؤخرا ) عن موقفه في حال خاض العراق حربا مع إيران ، مع أي المعسكرين سيقف، حيث قال بلا تردد : " أقف ويّا إيران " .
هذا هو أنموذج مصغر لأصحاب العمائم السوداء الذين لن يضرهم لو قصفت جموع المتظاهرين الشيعة بالطائرات ، أو الراجمات ، طالما أنهم يجنون خمس الزكاة ، ويتلفعون بلقب " سيد " ، أما الحكومة المركزية ، فإننا لن نستغرب إذا خرجت قنواتها في قادم الأيام تتهم المتظاهرين في شوارع بغداد والبصرة بأنهم مندسون ومن أنصار " داعش " .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews