الخوف من الزواج عند النساء - ليست مشكلة ذكورية فقط!
جي بي سي نيوز-: فيما مضى كانت النساء تنهي المدرسة الثانوية، ،تتزوج وتنجب الاطفال. لم يكن لديهم تطلعات اكاديمية او طموحات لتاسيس حياة مهنية. لكن الثورة النسوية في سنوات الستينات قلبت الوعاء راسا على عقب. فقد اصبحت المراة مهيمنة ووصلت الى مناصب رئيسية في عالم يسيطر عليه الرجال. تغيير المعايير الاجتماعية انتجت ثورة، وليس فقط في مجال التوظيف والتعليم الاكاديمي انما ايضا في موقف النساء من الزواج والحياة العاطفية.
الخوف من الزواج عند النساء - ليست مشكلة ذكورية فقط!
رغم مرور ثلاثين عاما على الثورة النسوية الا انه ما زال متوقعا من النساء ان يتزوجن وينجبن الاطفال. النساء اللاتي يخترن البقاء عزباوات وان يهتممن بمسيرتهن المهنية لا زلن يعتبرن كطير غريب. الحاجة من ناحية ، لتحقيق الانجازات وتحقيق الذات في المجالين المهني والاكاديمي ومن الناحية الاخرى ان يكن زوجات وامهات تقليديات ،كلتاهما تتسببان بالارتباك وبازمة هوية لدى النساء الصغيرات في العالم الغربي. وقد تسببت الحرية الجديدة الى تخلي الكثير من النساء عن ادوارهم التقليدية كنساء وزوجات ومعاناتهم من الخوف من اضفاء الطابع الرسمي الى العلاقة ،تماما مثل الرجال.
العقيدة التي تحقق ذاتها
في كثير من الاحيان يتسبب الخوف من الالتزام ومن تاسيس العلاقة بالمراة لاختيار شركاء غير مناسبين لها سواء من ناحية الشخصية او من ناحية وضعه في الحياة. لا يدور الحديث فقط عن النساء اللاتي يخترن اقامة علاقة مع رجل متزوج الذي لا ينوي ترك زوجته ، كذلك العلاقة مع رجل اعزب رسميا ولكن غير متاح عاطفيا هي ببساطة علاقة محكومة بالفشل. الخوف من الارتباط يودي بالنساء من علاقة فاشلة واحدة الى اخرى. عندما تصل العلاقة الى عقبة خطيرة وتوشك على النهاية ، فان الخوف الذي ادى بالمراة لاختيار شريك غير ملائم لها فقط يزداد قوة.
توقعات غير واقعية
هنالك نساء التي تبحث دائما عن الرجل المثالي الذي لا بد طبعا من ان يكون نبيلا، لكن رجولي ومتين، طباخ معتمد، ذو انجازات ويتمتع بالطموح، مع ذوق كبير في الملابس. اذا لم يتمتع الشريك بهذه المزايا بشكل واضح يتم اقصاؤه على الفور. هؤلاء النساء غالبا ما يقصون الرجال لاشياء تافهة وغير مهمة، على سبيل المثال اذا كان يقود سيارة من طراز قديم او اذا كانت قدمه صغيرة. هذه الانتقائية المفرطة تنبع غالبا من الخوف من الالتزام الى شريك واحد.
من يعاني اكثر من الخوف من الالتزام - الرجال ام النساء؟
اذا كان الخوف من الالتزام قد ميز الرجال في الماضي ، ففي المجتمع الحديث في يومنا اصبح الخوف من الارتباط هو سمة مشتركة بالتساوي بين كلا الجنسين. بصراحة الكثير من الرجال يتوقون للزواج الا انهم لا يجدون شريكات مهتمات بالزواج من اعمارهم.
ما الذي يتسبب في الخوف من الالتزام ؟
هناك العديد من الاسباب التي قد تؤدي بصاحبها الى الخوف من الزواج واضفاء الطابع الرسمي على العلاقة. عادة عندما لا يكون هنالك نموذج للعلاقة الحميمة في البيت فان هذا الامر قد يؤدي الى الخوف من الالتزام، وهذه الظاهرة هي نموذجية جدا للاطفال من الازواج المطلقين. العلاقات الماضية التي انتهت بكسر القلب قد تقوض الثقة في الجنس الاخر وتؤدي الى الخوف من الارتباط عاطفيا بشريك جديد.
هل تستطيع المراة ان تقلل من خوف الرجل من الالتزام؟
في البداية يجب ان يفهم الرجل لماذا يشعر بالتهديد الى هذا الحد . غالبا هذا لا يمس شريكته التي بجانبه وانما يتعلق بنموذج العلاقة الزوجية التي انكشف لها في البيت . اذا لم يكن الرجل مكشوفا على علاقة زوجية صحية المبنية على الاثراء المتبادل او لم يكبر مع ام داعمة ومصغية ولم توفر له احتياجاته ، فليس هنالك مانع من ان يتطور لديه عدم ثقة بالنساء. عندما يكون الحديث عن شخص بالغ مع شخصية مصممة فمن الصعب التصديق بانه بامكان الشريكة ان تجعله يتخطى هذه العقبات لوحدها ، لا بد من الخضوع لعملية تغيير نفسية شاملة لحل هذه المشاكل التي نشات في مرحلة الطفولة .
اذا لم يتزوج الشخص ابدا هل هذا بالضرورة يعني انه يعاني من الخوف من الالتزام؟
من المؤكد انه يمكن عدم الزواج وادارة حياة مرضية وسعيدة. غالبا ما يكون مصدر عدم الرضا ليس الاختيار الذاتي للتخلي عن الحياة الزوجية ولكن في ردود الفعل السلبية للمجتمع الذي يرى بحياة العزوبية خيارا غريبا، خاصة في الاجيال المتقدمة. لستم متضطرين لملائمة انفسكم لمعايير المجتمع طالما يدور الحديث عن اختيار حر وليس خيارا نابعا من الخوف. اذا كنتم ترغبون بعلاقة ملزمة وحميمية ولكن تخشون ذلك ، فهنالك حاجة للعمل الذاتي المكثف للتعامل مع الخوف ونيل مرادكم.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews