الستارة الباهتة لمشاكل الفيفا

رغم الاجتماع الأخير للفيفا في روسيا وقرعة مونديال 2018 التي ستقام هناك، ورغم الابتسامات التي كانت توزع من بلاتر ومختلف أعضاء الفيفا والحاضرين أيضا في القرعة، إلا أن الابتسامة كانت تحمل آثارا باهتة وشاحبة في ذات الوقت بعد زلزال وإعصار المشاكل القوي الذي لف الفيفا من كل جوانبه، الإعصار الذي لا ندري حتى لحظة كتابة هذه السطور هل حدث بفعل فاعل كما يقولون، وهل الهدم والتهاوي المفاجئ له أسباب خارجية، بالطبع كل شيء وارد ولكننا لن نبحر كثيرا في هذا الاتجاه، وسنتحدث عن الستارة الباهتة التي تواري في هذا التوقيت المشاكل العنيفة التي تدور في كواليس الفيفا بعد استقالة بلاتر، وسقوط عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية قبلها.

الستارة هي قرعة المونديال المقبل، والتي شهدت حضورا كبيرا من شتى أنحاء العالم، القرعة التي حدثت والتي أثبت من خلالها الروس عزمهم ومضيهم نحو تنظيم المونديال، وعدم الالتفات إلى الأصوات التي ترتفع مطالبة بجز الرؤوس وحصدها وسحب المونديال من روسيا، هاهي عاصمة الثلج تنتهي من وضع القرعة الأساسية والتي ستضم 851 مباراة تقام على مدار 32 شهرا، وتشهد تأهل واحد وثلاثين منتخبا بعد ذلك بالإضافة إلى روسيا المستضيفة، وهاهو عالم الكرة يحتفي مجددا بأجمل أيام نعيشها دوما من خلال التصفيات، والتي تحمل من المتعة الكثير قبل إقامة أي مونديال، رغم الاختلافات إلا أن ذلك لم يمنع حضور الوفود من كافة الدول، واختفاء كل المشاحنات خلف ابتسامات قد تكون باهتة نعم، ولكنها حقيقية بحكم أن الكل ينتظر وبشغف المنافسة الجميلة لأغلى وأروع منافسة كروية على الإطلاق للعالم أجمع.

المشاكل لم تنته ولن تنتهي ولكنها تتوارى أحياناً برغبتنا نحن، وفي الوقت القادم فإن التصفيات المؤهلة لروسيا ستكون ستارة تختفي خلفها بعض مشاكل الفيفا، ولكن ستطل برأسها بين حين وآخر رافعة هذه الستارة ومحدثة ضجيجاً غير عادي، خلاصة الحديث نحن نستمتع بكرة القدم، ولكن هناك من يستمتع بوجود الفوضى في كل مكان، وهاهي الفوضى تنتشر في أرجاء المملكة الكروية الأرقى في العالم معلناً وجودها بين حين وآخر.

(المصدر: الشرق القطرية 2015-07-29)