المعسكرات الخارجية وتحدي الأبطال
شدت العديد من الأندية رحالها إلى معسكرات خارجية تأهبا للموسم الرياضي الجديد الذي ينطلق بعد شهر تقريبا، هربا من حرارة الطقس الحارقة في السعودية ودول الخليج عدا مدن قليلة ليست بها الاحتياجات التدريبية والترفيهية كافة إضافة إلى صعوبة لعب مباريات ودية تحقق الفوائد الإيجابية في مثل هذه الظروف.
والأكيد أن المعسكرات الخارجية لاسيما في أوروبا باتت ملحة لعدة عوامل يأتي في مقدمتها الطقس الذي يساعد على تأدية تدريبات لفترتين يوميا أو بعض الأيام حسب برنامج الجهاز الفني، وثانيها الإمكانات التي تسهل مهام الجهاز الفني والجهاز الطبي في تنفيذ البرنامج المكثف باحترافية، وثالثها إجراء مباريات ودية ربما مباراتين في يوم واحد أو المشاركة في دورات تنظمها بعض الفرق التي تعسكر قريبة من بعضها البعض دون إغفال وجود شركات متخصصة في هذا العمل الكروي الاحترافي.
وتتعاظم الفوائد باحتكاك اللاعبين بنظرائهم الأوروبيين المحترفين الحقيقيين، وبالتالي يتمكن الجهاز الفني من تقييم أداء جميع اللاعبين فنيا وتكتيكيا ضمن برنامج تدريبي يؤهل المدربين الجدد للتأقلم مع بيئة جديدة ويعزز من قيمة وانسجام المدربين الذين في سنتهم الثانية بطموحات ذهبية للفرق التي تعودت صعود المنصات الذهبية والمنافسة على الألقاب، أو تطويرية في جانب فرق أخرى تطمح للبقاء وربما المنافسة على بطولات النفس القصير.
ومن اللوائح العامة تنوير عقول اللاعبين والإداريين بثقافات أخرى سواء في محيط اللعبة أو شموليا في مختلف جوانب الحياة متى اهتم رئيس البعثة وباقي المسؤولين بتعزيز ثقافة اللاعبين من خلال زيارة بعض المعالم واستثمار الجولات الترفيهية لتوسيع مدارك أفراد البعثة.
والفرصة متاحة لاستثمار بعض الوقت في قراءة كتب منوعة وكل ما له علاقة بعدم إهدار الوقت في غير ما هو مفيد.
وفي المقابل، قد يعارضني البعض ويبرر بوجود مصائف لدينا بدلا عن المعسكرات الخارجية وقد أتفق معه في جمال الطقس لكن باقي عوامل النجاح غير متاحة وهي الأهم سواء المباريات الودية أو بعض المعدات وسبل الترفيه، وبالتالي سيتسرب الملل للاعبين وأفراد البعثة بعد أول أسبوع. أما التكاليف المالية فالفوارق ليست كبيرة قياسا بالإمكانات وعوامل النجاح ووجود شركات متخصصة وأسعار خاصة لمثل هذا العمل.
التحدي الأقوى بين النصر والأهلي والهلال الثلاثة الأوائل العام الماضي ولا سيما أن هذه الفرق أقوى استقرارا باستمرار مدربيها العام الماضي. النصر حقق الدوري بالمدرب داسيلفا والأهلي بطل كأس ولي العهد بجروس والهلال بطل كأس خادم الحرمين الشريفين بالمدرب "المنقذ" دونيس. بينما الاتحاد والشباب كانا ضحية تخبطات إدارية وتغيير مدربين ولذا الحاجة ملحة أكثر للمدربين الجدد في مثل هذه المعسكرات. والفرق الخمسة جلبت لاعبين أجانب جدد مع استمرار نصف العدد في الأبطال الثلاثة وبالتالي المعسكرات فرصة قوية لانسجامهم. وهناك فرق أخرى بطموحات وتحديات البقاء وتأكيد النجاحات التي حققتها العام الماضي بعضها أبقت مدربيها وبعضها تعاقدت مع مدربين جدد وسارعت أيضا في التعاقد مع لاعبين محليين وأجانب وهي بحاجة لمعسكرات تهيئها جيدا لموسم طويل وشاق جدا.
نأمل التوفيق لجميع الفرق في استعدادها للموسم الجديد بما يثري ساحة المنافسة الشريفة والتحدي البطولي بمباريات ماتعة وجميلة ونظيفة.
(المصدر: الوطن السعودية 2015-07-20)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews