الغلطة كاسياس أم بيريز؟!

حتى وان اقتنع البعض، بما رافق تصريحات والدا ايكر كاسياس حارس ريال مدريد والمنتخب الاسباني ماري كارمن خوسيه لويس، وتركيزهما على العلاقة السيئة التي يرتبط بها، رئيس النادي فلورنتينو بيريز، مع الحارس القديس، وتأكدت للبعض أيضا ما يخص الضغوط التي يمارسها الرئيس لابعاد الحارس عن النادي، الا أن ذلك لا يمكن أن ينسينا، الهتافات المستمرة التي مارستها الشريحة الكبيرة من جماهير الملكي، تجاه الحارس الاسطوري في النادي وطالبته بالرحيل، ومن غير المعقول أن نأتي اليوم، وبعد كل تلك التفاصيل، المتوترة، والغامضة في أشياء، والتي رافقت الحارس، ان كان مع رئيس النادي، أو حتى مع مدربين سابقين، من بينهم البرتغالي مورينيو، ونقول، إنّ كاسياس خرج مظلوما من النادي الذي لعب له، طوال الـ 25 سنة الماضية، ورغم ما قدمه من بطولات وشارك فيه على مستوى الانجازات.!
لم يكن الحارس العملاق دقيقا في تصرفاته، خاصة في السنوات الأخيرة والتي كثر فيها الجدل، واصبح مساحة مثيرة للاثارة، على مستوى الاعلام والجماهير الملكية، وحتى وان لم نتحدث عن التسريبات للأخبار الخاصة بالنادي ومن غرفة الملابس، ولجهات معينة، ومؤسسات اعلامية محددة واعلاميين بالاسم من ضمنهم، صديقة الحارس الاسباني ساره كاربينيرو، لكن ليس من السهل التجاهل والتجاوز، للهفوات التي رافقته وفي مناسبات كثيرة، والتي تسبب من خلالها، في ابعاد الفريق الملكي، عن منصات التتويج، وبأخطاء تافهة، تبرز حالة من اللامبالاة والاستهتار، وعدم الاكتراث، مثلما هي الاحاديث، التي رافقتها، والتي تحدثت، عن مشاركة الحارس، للعمل على انجاح مدرب، وافشال تجربة آخر، دون التركيز على المصلحة العامة للنادي وقيمة الكيان.!
هي قضية منظومة متكاملة في النادي الملكي، لا يمكن لأي لاعب، حتى وان بلغ تاريخه مثل ما بلغه كاسياس، العبث بالتاريخ، مالم يجد من المساحات المناسب منها، للتدخل في أمور وقرارات مفصلية، لا شأن له بها، وهو ما يعني في الغالب، ابتعاد النادي ككيان، عن العمل المؤسسي، والرضوخ، الى حالة من الشللية، والقرارات الفردية، وبمشاركة اسماء معينة، كلاعبين وأفراد آخرين.!
ان ما تابعناه، من فتور في العلاقة، وعدم وجود أي نوع من أنواع الاحترافية في اللحظات التي ودع فيها كاسياس النادي، هي ذاتها ما تتحدث عن نفسها، وعن قيمة النادي وادارته من الداخل، ذلك أن الأسس والمبادئ السليمة لو كانت موجودة، كان من المفترض، أن تجبر الرئيس، على احترام النادي ككيان، حتى وان لم يحترم الحارس كاسياس، وكان من التلقائي والبديهي جدا، أن يؤدي النادي أدواره، في وداع اللاعبين ومن شاركوا في بطولاته، بنفس الحفاوة التي يظهرها لحظة استقبال لاعبين جدد، حتى يكون للنادي قيمة ومكانة، لا تهتز بسبب علاقة مع لاعب، أو انحراف لاخر عن الركب والمسار، وتظل العلاقات والانطباعات الشخصية بعيدة كل البعد عن الكيان والعمل المؤسسي!
لا يمكن للريال ومستوى الادارة فيه أن يتغير، حتى بعد رحيل كاسياس وان تبعه، المدافع راموس، وايضا كرسيتانو بعدهما، خاصة أنه من السهل جدا أن تظهر أسماء أخرى من الداخل بنفس الافكار والتوجهات، على أساس أنها ستخلف الهيمنة والسيطرة للاعبين آخرين مثلما جرت عليه العادة، وهو ما يؤكد ويعني استمرار الخلل والذي لا يمكن أن يتغير ويتبدل حال الكيان وهويته، مالم تتغير الادارة ويرحل الرئيس!
(المصدر: الايام البحرينية 2015-07-16)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews