في سابقة من نوعها: تصنيع حيوانات منوية مخبرياً!
جي بي سي نيوز-:كشف باحثون فرنسيون في سابقة هي الاولى من نوعها على مستوى العالم، بانهم استطاعوا صنع حيوانات منوية مخبريا، اي بكلمات اخرى، من شان هذا الامر مساعدة الرجال الذين يعانون من العقم في الانجاب مستقبلا!
واوضح الباحثون القائمون على الدراسة من Northeast England Stem Cell Institute ان القيام بتغييرات بسيطة في الحيوانات المنوية قد تمكنها من تخصيب البويضة لانتاج الجنين. بالتالي من المتوقع انه خلال العشر سنوات المقبلة ان يقوم الازواج الذين يعانون من العقم بالاستفادة من هذه الحادثة الفريدة وانجاب الاطفال. كما اشار الباحثون انه قد يكون بالامكان انتاج حيوانات منوية مخبريا عن طريق استخدام الخلايا الجذعية الانثوية، بمعنى ان بامكان النساء الحصول على اطفالهن دون الحاجة الى الرجل!
مما يثير جدلا كبيرا بين الباحثين وغيرهم من الاشخاص حول التداعيات الاخلاقية للامر، بالرغم من اهمية هذه الدراسة وما توصلت اليه.
هذا وقد قام الباحثون في دراستهم التي نشرت في المجلة العلمية Stem Cells and Development، بتجربة الدراسة على الفئران، لينجحوا في انتاج حيوانات منوية قادرة على تخصيب البويضة الطبيعية، لتتحول الى اجنة، تطورت لاحقا لولادة فئران صغيرة. واوضح الباحث الرئيسي في الدراسة البروفيسور كريم نايرنيا Professor Karim Nayernia ان الحيوانات المنوية التي تم انتاجها لم تكن مثالية جدا، الا انها استطاعت خلق حياة وتكوين الاجنة".
واضاف البروفيسور: "ان الامر مذهلا، حيث لدى الحيوانات المنوية المصنعة مخبريا راسا وذيلا وبامكانهم الحركة بشكل طبيعي، بالرغم من عدم تطابق شكلها الكبير مع الحيوانات المنوية الطبيعية، الا انهم يمتلكون البروتينات الضرورية لتنشيط البويضة".
كيف توصل الباحثون الى هذه الحيوانات المنوية؟
قام الباحثون بتطوير خلايا جذعية تحتوي على كروموسومات X و Y (الانثوية والذكرية)، من ثم استخدموا الليزر لفصل وعزل الكرموسومات الذكرية وزراعتها في مكان مخصص، الا حين نموها وتكاثرها وانقسامها، منتجة بذلك الحيوانات المنوية.
واوضح الباحثون ان الفئران اللذين ولدوا عن طريق الحيوانات المنوية المصنعة مخبريا، توفوا بعد فترة قصيرة من ولادتهم. لذا يجري الان العمل على تطوير هذه التقنية، وانجاحها في الحصول على حيوانات منوية مشابهة تماما لتلك الطبيعية، وابقاء الاطفال على قيد الحياة.
وعلق البروفيسور: "بالامكان استخدام التكنولوجيا بالطرق السليمة والصحية او بالطرق الخاطئة، وهذا الامر ينطبق على معظم الاكتشافات العلمية الدقيقة، لذا على الحكومات والقانون تحديد ما اذا كان انتاج الحيوانات المنوية امرا اخلاقيا، تماما مثلما حصل مع اطفال الانابيب".
علما ان قانون الخصوبة وعلم الاجنة البشرية 2008 (Human Fertilisation and Embryology Act 2008) الصادر في المملكة البريطانية المتحدة يمنع استخدام الحيوانات المنوية او البويضات المصنعة مخبريا في علاجات الخصوبة، الا لاجراء الدراسات والابحاث العلمية فقط وذلك بعد الحصول على موافقة خاصة من السلطات المسؤولة، وان تم ذلك يجب القضاء على الجنين ذلك خلال 14 يوم كاقصى حد. ومن هنا تنبع اهمية دراسة اخلاقية الحيوانات المنوية المصنعة مخبريا، واستخدامها لعلاج الاشخاص المصابين بالعقم في المستقبل.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews