أمينة عامة للأمم المتحدة؟
بدأ البحث عن خليفة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون الذي تنتهي ولايته الثانية بنهاية 2016. يأمل بعض صانعي القرار الدولي في العثور على شخصية قيادية برؤية عالم اليوم. حان الوقت لتعيين امرأة في هذا المنصب البالغ الأهمية.
لا حيلة للعرب حيال الجهود الديبلوماسية الجديّة التي تبذل في هذا الاتجاه. ليس لنقص في الكفايات، بل لأنهم يوحون بأنهم نيام على رغم كثرة القضايا المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن، المنتدى الأرفع لصنع القرار الدولي، وفي الجمعية العمومية وغيرها من الهيئات والمنظمات الفرعية التابعة للأمم المتحدة. لا يزال ملف المسألة الفلسطينية الأكبر على الطاولة. هناك أيضاً قضايا تعني لبنان وسوريا والعراق والكويت واليمن وليبيا والصومال والسودان ومصر والمغرب. قلّما كان العرب لاعبين رئيسيين.
عندما عُيّن الأمين العام الحالي، وهو الثامن منذ تأسيس المنظمة الدولية عام 1945، في زمن القطب الواحد. كان خياراً أميركياً صرفاً. أما أسلافه السبعة السابقون فجاؤوا جميعاً في عالم القطبين. عينهم التوافق شكلاً بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين. ولكن لا حاجة الى التحزر عن الدولتين الكبريين اللتين تقبضان على مفاتيح الطبقة الـ38 في المبنى الشهير على ضفة الـ"ايست ريفر" في مانهاتن بمدينة نيويورك. هناك يقع مقر الأمانة العامة.
لا غنى عن الدور القيادي الذي تضطلع به الدولة المضيفة. بيد أن أميركا نفسها تغيّرت. أدركت أنه لم يعد في وسعها أن تحكم كل المعمورة. لا يمكنها أن تنفرد بسوس كل التحديات والتناقضات والإختلافات بين الأمم. أوصلت قبل زهاء ست سنوات ونصف سنة رئيساً أسود الى البيت الأبيض. قد يصاب المحافظون بخيبة أخرى إذا رفعت هذه الديموقراطية العريقة امرأة الى هذا المنصب. ما هي الآثار المحتملة لتولي سيدتين هذين المنصبين في واشنطن ونيويورك بعد 16 شهراً فقط من الآن؟ يتعدى الأمر قيم الاستقامة والنزاهة والاستقلالية والشفافية.
تتجه السياسات الدولية أكثر فأكثر في اتجاه تعددية القطب. هذا ما يستوجب إصلاح الأمم المتحدة جدياً وعدم الإكتفاء بالشكليات كما هي الحال منذ سنوات طويلة. تقود بريطانيا مبادرة عملية جديدة تمس الجوهر بغية اختيار الشخصية الفضلى للأمانة العامة. من دون تقليل شأن الجهود التي بذلها الأمين العام الحالي في قضايا تمتد من سوريا الى سري لانكا ومن حقوق الإنسان الى التغير المناخي، ينبغي لخليفته مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين. تتقدم المساواة بين الجنسين بثبات. المرأة ليست أقل حظاً. الكفيّات لهذا المنصب كثيرات في كل دول العالم.
يرمي الديبلوماسيون أسماء كثيرة لمرشحين ومرشحات. يسوق بعضهم لعرف جديد أن الوقت حان أيضاً لاختيار شخص من أوروبا الشرقية. يجادل بأن الأمناء العامين التسعة جاؤوا من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. تكاد الفرصة تكون معدومة لشخصية من العالم العربي. غير أن ذلك لا يبرر الغياب العربي عن لعبة الأمم هذه.
(المصدر: النهار 2015-07-06)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews