الخالدية يتوج بطلاً لكأس زايد 71
نعود إلى التواصل معكم في رمضان للعام الخامس، لنستعيد الذكريات التي مرت بها رياضتنا منذ أكثر من خمسين عاماً، وذلك عبر مجموعة من الصور التي لم يسبق نشرها من قبل، وإذا كانت الكلمة مهمة لإلقاء الضوء على الحدث، فإن للصورة بعدها الخاص وقيمتها في توثيق الأحداث، وهي غالباً ما تكون محملة بقصص وحكايات، أبطالها نجوم صالوا وجالوا في الملاعب، ونحن هنا نرتكز على صور تعود بذاكرتنا إلى أيام الزمن الجميل، إيماناً منا بأن الصورة تبقى عالقة في الأذهان، وتزيد قيمتها كلما مرت عليها السنون.
شهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أول نهائي رياضي كروي جمع فريقي الخالدية والشرطة، ومن اهتمام القائد بالرياضة منذ زمن طويل، فقد جاءت توجيهاته بدعم المسيرة الرياضية منذ الستينات، فقد أمر بتحويل نادي العين إلى قلعة البطولات بعد تجربة غنية عن نادي العين نلخصها، حيث طرحت فكرة تكوين نادٍ يضم شباب مدينة العين..
كانت الفكرة براقة وتلح على أذهان هؤلاء الشباب الواعين الذين حملوا بداخلهم جنون الشباب وطموحهم غير المحدود، وطالت الاجتماعات والسهرات واستقروا على أن ينشئوا نادياً يحمل اسم المدينة التي يعيشون فيها ويعشقونها، وكان العائق الأساسي أمامهم هو ضيق ذات اليد، ولكن أمام الشباب وطموحهم لم يكن هناك أي عائق يمكن أن يمنعهم من تحقيق حلمهم، فقد رسموا الهدف بدقة وسعوا إليه رغم كل المعوقات التي واجهتهم في ذلك الحين، وبالفعل أعلن الشباب العيناوي المحب لمدينته والعاشق للعمل عن تأسيس وإطلاق نادٍ يضم طموحاتهم اللامحدودة بإمكانياتهم المادية المحدودة جداً، وأطلقوا على النادي اسم المدينة التي ينتمون إليها.
في عام 71 كنا على موعد مع التاريخ، حيث جرت مباراة نهائية على ملعب رملي في أبوظبي بين فريقي الخالدية والشرطة، أقوى فريقين في تلك الفترة، وأقيمت على كأس المغفور له زايد طيب الله ثراه، وفاز فريق الخالدية يومها، وتوج سموه البطل في مشهد لا ينسى حضره العديد من الشخصيات الكبيرة في أبوظبي.
ومن بين الشواهد الرياضية التي لا ننساها مكرمة سموه لنادي العين في عام 1968، وتحديداً في شهر أغسطس، ورغم حرارة الطقس وصعوبة الأجواء العامة واصل الشباب المخلص عملهم بجدية لتحقيق هدفهم، وكانت اجتماعاتهم تتم في منازلهم أو في مجالس السهر، وكان الأمر في غاية الصعوبة فكيف يكون هناك ناد بلا مقر، وتوصل مجموعة الشباب الواعد آنذاك لضرورة وجود مقر يحتوي أحلامهم ويكون هو لبنة الانطلاق.
وبالفعل استأجر الشباب منزلاً من «الطين» بشارع خليفة يتجمعون فيه ويناقشون أمورهم، وتعاون الجميع من أجل النهوض بناديهم وأخذ كل فرد من المؤسسين على عاتقه القيام بواجباته في حدود إمكاناته، ولكن الحلم لم يتوقف، فأحلام الشباب ليس لها أسوار ولا نهايات، فلم يكن المقر يليق بالحلم الذي وضعوه والهدف الذي يسعون إليه، ولكن الإمكانيات هي التي أجبرتهم على هذا الوضع.
ومن هنا لجأوا إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، ولي عهد أبوظبي في ذلك الحين، الذي تفهم سعيهم وحلمهم وشاركهم الحلم بدعمه لهم بكل قوة، حيث أمر سموه في عام 1969 بتخصيص مقر يكون ملكاً للنادي في منطقة الجاهلي، وكانت في ذلك الوقت في أطراف المدينة البعيدة. والدعم اللامحدود الذي وجده نادي العين من صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، حوّل النادي إلى قلعة للبطولات التاريخية بسبب الاهتمام الكبير والذي وجدته أسرة النادي بفضل اهتمام ودعم خليفة لهذه المؤسسة العملاقة التي نفتخر بها.
(المصدر: البيان الاماراتية 2015-07-05)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews