صور معسكر المنتخب.. و"طقطقة" تنافسية..!
أؤيد وبشدة أي صورة معبرة أو جملة ساطعة أو مشهد تنويري وكل ما له صلة بالوعظ والتثقيف للحد من التعصب والتجاوزات التي تعمق سبل التنافر والتعارك لفظيا وسلوكيا، لكنني أستغرب الابتذال والتذاكي من أشخاص على المستويات كافة يتأذى التعصب منهم ويتبرأ من أساليبهم، بعضهم يبثون السموم بين الشباب وفي كيان المجتمع ليل نهار بالقلم واللسان ولوحة المفاتيح في الأجهزة الذكية.
مناسبة الحديث اليوم، صور بعض لاعبي المنتخب في المعسكرات وكأنهم "لب" المشكلة، فاللاعبون في الأصل ليسوا متعصبين، وفي الغالب تنافسهم في أصعب اللقاءات وأشرسها لا يتجاوز صافرة النهاية. ومع إعجابي بالصور التي بثت للاعبي الهلال والنصر من معسكر الأخضر بعد أقل من 24 ساعة من مباراة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين تأهبا لمباراة فلسطين الافتتاحية في تصفيات كأس العالم وكأس آسيا، إلا أن بعض من نشروها أو علقوا عليها عبر "تويتر" من رواد التعصب والصوت المزعج، متمنيا أن تكون منعطفا إيجابيا لهم.
والحقيقة المرادفة أن بعض الإعلاميين "يتعانقون" في مناسبات خاصة متنوعة و"يتضاربون "في "تويتر" والبرامج الرياضية، وهذا سمعته كثيرا بما يجعل المتلقي في حيرة من أمره، ويذهب بعيدا بأن هؤلاء "يلعبون علينا" بتمثيليات ومؤامرات إعلامية هدفها "الشو"..!!
ويضربون مفاصل فكرهم: هل يعقل أن نسمع لهم؟! ويكملون الجملة المفيدة "هؤلاء للتسلية والضحك".
اللاعبون يا سادة يا كرام دائما أفضل من باقي الفئات في تعاملهم مع بعضهم ولا يدخلون في سجالات تعصبية أو مناكفات إلا ما ندر، دون أن نغفل شطحات بعضهم أو وجود عينات لا ترتدع لأنهم في مأمن من العقوبة أو قرارات لا تحقق الانضباطية.
ومنذ عرفت كرة القدم متابعا أو صحافيا أعتبر اللاعبين أخوة حقيقيين ولاسيما حينما يجمعهم المنتخب، علما أن بعضهم في حاجة ماسة للتوعية والتثقيف على عدة أصعدة.
وبالتأكيد أن الجيل الحالي في مجمله من الشباب والواعدين أقل وعيا عن أجيال سابقة ومن السهل أن يقع في المحظورات في ظل توسع رقعة المغريات والانفتاح بلا حدود، وهذا يقودنا إلى أهمية دور الأندية والرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحادات في تأدية مهامها التثقيفية والتوعوية والاحترافية.
الخلاصة: "لايوجد" تعصب بين اللاعبين، ولكنه متعمق في الإعلام ومنسوبي الأندية ومختلف فئات المجتمع الكبار قبل الصغار، لأنه متجذر مجتمعيا ولكنه يتسلل للرأي العام عبر الرياضة الوسيلة الأقوى تأثيرا والأسرع شهرة، علما أن التعصب للأندية حبا وانتماء أمر مقبول بشرط عدم إيذاء المنافس والتبلي على الغير. ومشكلتنا الكبرى ولاسيما إعلاميا في التجني على المنافس وضرب التنافس الشريف بحمى الميول والشكوك والاتهامات والبذاءة. والمؤسف أكثر تطور التعصب "تقنيا" بعنوان أو مصطلح "الطقطقة"!! وليس أسوأ مما يحدث بين الهلاليين والنصراويين منذ تحقيق النصر للدوري والرد من الهلاليين بكأس الملك.
وظهرت أيضا في مباريات تنافسية بين الأهلي والاتحاد، وتوجد في محيط أندية تنافسية أخرى، لكن النصر والهلال الأكثر انتشارا وتعمقا في تنوع الردود والانتقام بتجاوزات لا تحمد عقباها.
ولأن جل المجتمع بمختلف شرائحه على صلة بما يحدث فلابد من تحرك فاعل من لدن الجهات ذات العلاقة في التوعية والرقابة لتأدية مسؤولياتها بما يخفف هذا الاحتقان والتجاوزات التي يندى لها الجبين.
لا نريد تحجيرا على أحد ولكن لا يمكن أن نصمت أمام تنامي خطر الانفتاح والحرية المنفلتة في ظل قصور فهم كثيرين أمام شطارة وخبث من يستغلون الرياضة لمصالح شخصية وتوسيع أرباحهم بما يضر الدين الوطن والشباب.
(المصدر: الوطن السعودية 2015-06-13)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews