الحمامات التونسية.. مدينة سياحية بلا سياح
جي بي سي نيوز :- مدينة الحمامات واحدة من أشهر المناطق السياحية في تونس (70 كيلومتراً عن العاصمة) والمعروفة بكثرة نزلها، وبمينائها الترفيهي العريق، بدت في سبات عميق، فعروس المتوسط كما يحلو لبعض التونسيين تسميتها تشكو من غياب السياح الأجانب والعرب، ما تسبب في إغلاق أغلب النزل أبوابها.
والمتأمل في الشواطئ الخلابة سيجد المقاهي أغلقت أبوابها وظلت المظلات الشمسية منتكسة بدون مصطافين على غير عادتها.
عدد السياح الأجانب يكاد يعدّ على أصابع اليد، وأغلب النزل شاغرة، ولولا توافد بعض التونسيين الذين اغتنموا انخفاض الأسعار لزادت الأوضاع سوءاً.
وكان المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة، عبد اللطيف حمام، قال في وقت سابق، إن بلاده لجأت إلى آليات ترويجية جديدة منها فتح الأجواء مع العديد من الدول، لجذب السياح عقب الهجوم الدموي الذي شهده متحف باردو الوطني في العاصمة التونسية في 18 مارس/ آذار الماضي، والذي أودى بحياة 21 شخصاً، معظمهم من السياح.
ومن جانبه، أوضح نزار الدواري طباخ في أحد فنادق الحمامات، أن الفندق الذي يعمل فيه توقف عن النشاط، مبينا أنه عاطل حاليا عن العمل، وأضاف أن السياحة شهدت تراجعا كبيرا منذ الثورة، وأن أغلب الموظفين في المدينة بلا أجور بعد طردهم من العمل.
في السياق ذاته، أكد بائع صناعات تقليدية فتحي عبد الله، أن عدد السياح الأجانب محدود جداً، وشدد على أن الكثير من التجهيزات كالإضاءة ليلاً معطلة، ولا يوجد اهتمام كافٍ بالنظافة، وهذا لا يشجع السياح على التجول والتبضع ليلا.
وأكد الخبير السياحي، وحيد إبراهيم، أنه لا وجود لسياحة ناجحة من دون سياحة داخلية، مبينا أنه لولا السياحة الداخلية لما بقي العديد من النزل مفتوحة، ولما صمدت طيلة هذه الفترة في ظل الاضطرابات الأمنية التي تعاني منها البلاد.
وأضاف أن السياحة الداخلية كانت تمثل 5% من إجمالي الطلب، وحاليا تتراوح بين 10 و15%، مؤكدا أن التونسي ينفق 4 أضعاف ما ينفقه السائح الأجنبي تقريبا.
وطالب بضرورة وضع استراتيجية مستقبلية للنهوض بالسياحة الداخلية، ففي إسبانيا وإيطاليا تمثل السوق الداخلية 50% من إجمالي السوق السياحية.
وقال إنه يتعين على وكالات الأسفار وضع منتوجات تتلاءم وطبيعة السائح التونسي من حيث النقل والخدمات. وأضاف أن التراجع المسجل في عدد الوافدين الأجانب انطلق قبل الثورة.
وأوضح الخبير السياحي أن الظروف الأمنية في تونس والدول المجاورةبعد الثورة أضر بالمنتوج السياحي التونسي وساهم في تراجع الإقبال.
ووفقاً لإحصاءات وزارة السياحة التونسية، بلغ عدد السياح الوافدين للبلاد 1.428 مليون سائح خلال أول أربعة أشهر من العام الحالي، 2015، مقابل 1.719 مليون سائح خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بنسبة تراجع تبلغ 16.9%، وحسب إحصائيات رسمية، يساهم القطاع السياحي بنسبة 7% من الناتج المحلي الإجمالي.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews