استبعاد خفض «أوبك» مستوى إنتاجها واجتماعها «سينتهي سريعاً»

جي بي سي نيوز - أفاد مصدر في «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) بأن نمو الطلب العالمي على النفط في تحسن، وأن إنتاج السعودية يتراوح ما بين 10 و10.2 مليون برميل يومياً، وهي تلبي طلب زبائنها.
ويُعقد في فيينا بعد غد (الجمعة) الاجتماع الدوري المرتقب لوزراء «أوبك» والذي يُتوقع أن يُبقي على سقف الإنتاج عند مستواه الحالي عند نحو 30 مليون برميل يومياً. ورأى المصدر أن «أوبك» لن تخفض إنتاجها، وأن اجتماعها سينتهي سريعاً، لافتاً إلى أن عدداً من منتجي النفط الصخري بدأوا يخفضون إنتاجهم، ما سيظهر أثره في السوق خلال سنة أو اثنتين.
ورداً على ما ورد في تقارير عن أن حفر آبار النفط في السعودية بلغ أقصى مستوياته، أفاد المصدر بأن الاستمرار في إنتاج 10 ملايين برميل يومياً ليس ممكناً من دون مواصلة حفر الآبار للتعويض عن الإنتاج المفقود من كل بئر منتجة. ويُذكر أن أي بئر نفطية موضوعة في الإنتاج تخسر سنوياً نحو ستة في المئة من إنتاجها.
وشدّد المصدر على أن السعودية غير مستعدة لخفض إنتاجها لمصلحة الآخرين، طالما أن هناك زبائن يطلبون خاماتها. ورأى أن المعروض النفطي العالمي ينخفض، ولكن هنالك اختلافاً في الرأي حول نسبة الانخفاض وهو ناتج من تراجع الاستثمار. في المقابل، يرتفع الطلب على النفط بما بين 900 ألف برميل يومياً و1.1 مليون برميل.
واعتبر أن المشكلة الوحيدة هي أن المخزون التجاري يبلغ نحو 300 مليون برميل في الولايات المتحدة، وأن أي محاولة لإغراق السوق باستخدام هذا الاحتياط سترتد سلباً على الأميركيين، وبالتالي فحتى مع عودة إيران أو زيادة الإنتاج العراقي ستعود السوق إلى تصحيح ذاتها.
ويُعقد في فيينا اليوم لمدة يومين «منتدى أوبك العالمي» تحت عنوان «النفط عجلة للتنمية العالمية»، بمشاركة وزراء من المنظمة ورؤساء شركات نفطية ومسؤولين من خارج «أوبك» ومن «وكالة الطاقة الدولية». ويترأس وزير النفط السعودي علي النعيمي، الجلسة الأولى تحت عنوان «توقعات الطاقة العالمية» ويشارك فيها الأمين العام للمنظمة عبد الله البدري، والمديرة التنفيذية لـ «وكالة الطاقة الدولية»، ماريا فان دير هوفن، إلى جانب رؤساء شركات نفطية دولية.
وعلمت «الحياة» من مصدر مطلع أن النعيمي سيلتقي على هامش المنتدى عدداً من الوزراء ومسؤولي الشركات، ويُتوقع ان يلتقي نظيريه الروسي ألكسندر نوفاك، والإماراتي سهيل مزروعي الذي يترأس جلسة حول التقنيات والبيئة. كما يُفترض أن يلتقي النعيمي وزير النفط القطري محمد السادة، الذي يترأس جلسة حول توقعات الاقتصاد العالمي.
ويترأس الجلسة الثانية، التي تناقش استقرار السوق النفطية، وزير النفط الإيراني بيغان زنغنة، وسيكون المتحدث الأساس فيها الوزير العراقي عادل عبد المهدي، بمشاركة نظيريه الفنزويلي والهندي، والأمين العام للمنتدى العالمي للطاقة، ألدو فلوريس كيروغا.
وكان النعيمي توقع في وقت متقدم من ليل أول من أمس انتعاش الطلب على النفط في النصف الثاني من العام الحالي مع تراجع المعروض. ويشير تصريحه إلى احتمال اقتراح السعودية عدم تغيير السياسة الإنتاجية لـ «أوبك» مع أن الوزير السعودي رفض الخوض في الحديث مباشرة في هذه المسألة.
وسئل لدى وصوله إلى فيينا عما إذا كانت إستراتيجية الدفاع عن حصة في السوق من خلال زيادة إمدادات المعروض وخفض الأسعار تحقق النتيجة المرجوة فقال «نعم». وقال للصحافيين: «الطلب ينتعش والمعروض يتباطأ. هذه حقيقة، يمكنكم ملاحظة أنني لست قلقاً لكني سعيد». واعتبر إن الأسواق المتخمة بإمدادات المعروض ستستغرق وقتاً في إعادة توازنها. وأضاف: «ليس معي كرة بلورية للتنبؤ لكنها ستسير في الاتجاه الصحيح»، وأكد أنه ليس قلقاً من احتمال زيادة إمدادات النفط العراقية أو الإيرانية في وقت لاحق من السنة وفق ما نقلت عنه وكالة «فرانس برس».
إلى ذلك، رأى وزير النفط الأنغولي خوسيه بوتيلو دي فاسكونسيلوس، أن 80 دولاراً قد يكون السعر المناسب لبرميل النفط معبراً عن رغبته في ارتفاع أسعار الخام.
ونقل الموقع الإلكتروني لوزارة النفط الإيرانية (شانا) عن مندوب إيران لدى «أوبك»، مهدي عسلي، قوله إن المنظمة ستناقش خفض إنتاج الدول التي رفعت إنتاجها لسد الفجوة الناجمة عن العقوبات المفروضة على إيران. ونقل عن عسلي قوله: «خفض إنتاج تلك الدول (...) سيكون محل نقاش في الاجتماع».
ولفت عسلي إلى أن إيران ستحاول إقناع دول المنظمة بالعدول عن زيادات الإنتاج التي تبنتها لسد الفجوة الناجمة عن العقوبات المفروضة على طهران. وأضاف: «بعض الدول التي رفعت إنتاجها في العامين أوالثلاثة الماضية خلال فرض العقوبات على إيران وغياب الأمن في شمال أفريقيا، غير مستعدة الآن لخفض إنتاجها».
وعن عودة الإنتاج الإيراني، قال المحلل في مركز «بروكنغز» في الدوحة، روبن ميلز: «قد يرفعون الإنتاج بما يصل إلى 800 ألف برميل خلال فترة ربما تتراوح بين ستة وتسعة أشهر (...) ليس بالقدر الكبير أو الوتيرة السريعة التي يتحدثون عنها».
وأكد مسؤول حكومي رفيع أن أندونيسيا ستلتقي مع الدول المنتجة للنفط من الشرق الأوسط على هامش الاجتماع الوزاري في فيينا للتفاوض حول اتفاقات إمدادات طويلة الأجل من النفط الخام لمصافيها. وتخطط إندونيسيا لعقد اجتماعات ثنائية مع السعودية والكويت وإيران والعراق وسلطنة عمان والإمارات لهذه الغاية. وقال المدير العام لإدارة النفط والغاز في وزارة الطاقة، ويراتماجا بوجا، في تصريح إلى وكالة «رويترز»: «سنناقش شراء النفط الخام منها (...) لدينا خطة لبناء مصافٍ ومن ثم سنحتاج إلى إمدادات من الخام».
وبعيداً من أجواء فيينا، ارتفعت أسعار النفط مع هبوط الدولار وبدعم من توقعات بأن تبقي «أوبك» على سقف الإنتاج من دون تغيير. وزاد سعر مزيج «برنت» في العقود الآجلة تسليم تموز (يوليو) 70 سنتاً إلى 65.58 دولار للبرميل، وسعر الخام الأميركي 70 سنتاً إلى 60.90 دولار للبرميل.