فضيحة توظيف أبناء مسؤولين صينيين تهز بنوكاً عالمية
جي بي سي نيوز :- وجدت بنوك عالمية كبرى نفسها في وضع حرج في الولايات المتحدة، بعد أن كثفت السلطات تحقيقاتها بشأن عمليات توظيف "أبناء وبنات" مسؤولين صينيين، مقابل الاستفادة من تسهيلات في الولوج إلى السوق الصينية.
وتتولى التحقيقات، التي بدأت في 2013، وزارةُ العدل عبر مكتب مدعي بروكلين وفرع البنك المركزي في نيويورك وشرطة البورصة. وتتصدر شرطة البورصة هذه العملية، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس" عن مصادر لم تكشف عن هويتها.
ووجهت شرطة البورصة خلال الأشهر الأخيرة طلبات للحصول على معلومات إلى بنوك غولدمان ساكس ويو أس بي ومورغان ستانلي وكريدي سويس ودويتشي بنك وسيتي غروب، بشان عمليات توظيف مشبوهة تقدر بالعشرات.
وتلقى بنك جي بي مورغان استدعاء تطلب فيه شرطة البورصة مدها بالاتصالات المرتبطة بثلاثين مسؤولا صينيا كبيرا بينهم وانغ كيشان، أحد رموز حملة مكافحة الفساد في الصين، وفق المصادر السالفة الذكر.
كما طلبت شرطة البورصة من البنك، مدها بلائحة أسماء المسؤولين في الوكالات الحكومية الصينية الذين قد يكونون رشحوا لهم موظفين.
وتشتبه السلطات الأميركية في قيام هذه البنوك، منذ العام 2002، بتوظيف أبناء وبنات وأقارب مسؤولين صينيين مقابل الحصول على تسهيلات للولوج إلى السوق الصينية وتطوير الأنشطة فيها.
وأعربت عدة بنوك، بما فيها جي بي مورغان، عن استعدادها للرد على أسئلة الشركة والتعاون مع المحققين.
وقد عبرت هيئات تنظيم البنوك الأميركية، التي تملك المراسلات الإلكترونية المتبادلة بين موظفي جي بي مورغان، عن استغرابها لقيام جي بي مورغان بتوظيف غاو جيو، نجل وزير التجارة الصيني في 2007، رغم انه وصف بانه "أسوأ مرشح".
كما وظف بنك كريدي سويس بين 1999 و2001 وان روشون تحت اسم "ليلي وان"، وهي ابنة رئيس الوزراء السابق، وان جياباو، كما دفعت لها باعتبارها موظفة في شركتها فولمارك كونسيلتنتس ليميتد. كما وظف جي بي مورغان وان روشون كمستشارة. ووظف غولدمان ساكس جيانغ زيشينغ، حفيد الرئيس السابق جيانغ زيمين.
وعمل تانغ جياونينغ، نجل رئيس الشركة المالية الصينية العملاقة ايربايت، لدى كل من جي بي مورغان وسيتي غروب وغولدمان ساكس.
وفي حين قال بنك يو أس بي إنه يتعاون مع شرطة البورصة في هذه القضية، التزمت بنوك أخرى الصمت، بخاصة دويتشي بنك وكريدي سويس وغولدمان ساكس ومورغان ستانلي وسيتي غروب.
غير أن هذه البنوك اعترفت في تقاريرها الأخيرة بخضوعها لتحقيق من هيئات تنظيم البنوك الأميركية بشأن عمليات توظيف في الصين، مؤكدة تعاونها التام مع السلطات المكلفة بالتحقيق.
في المقابل، دفع تحرك هيئات تنظيم البنوك الأميركي الصين إلى تفحص رسائل إلكترونية حول عشرات عمليات التوظيف والتدريب في البلاد.
وغادر بين ثلاثة وأربعة مسؤولين كبار جي بي مورغان، بينهم فانغ فانغ، الذي كان نائب رئيس بنك الاستثمار لآسيا.
وتحقق شرطة البورصة ووزارة العدل والبنك المركزي في هذه القضية على ضوء مضامين قانون مكافحة الفساد (قانون مكافحة ممارسات الفساد الأجنبية)، الذي يمنع الشركات الأميركية والعاملة في الولايات المتحدة من الحصول على امتيازات مقابل خدمات.
جاكوب فرنكل، المدعي السابق المكلف قضايا الفساد قال: "لن يكون من المعقول اعتبار توظيف "الأبناء والبنات" فسادا إذا كانوا يملكون الكفاءة".
وتشن الصين حملة واسعة ضد الفساد أسفرت عن اعتقال مسؤولين بارزين.
وأصدرت الحكومة الصينية، في أبريل/كانون الثاني الماضي، قائمة تضم 100 مسؤول مطلوبين للعدالة للاشتباه بارتكابهم جرائم فساد، ويعتقد أنهم فروا خارج البلاد.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews