اليمن : السؤال الذي يستحي خامنئي من طرحه
يدرك اليمنيون ، أن النداء الذي وجهه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي للحوثيين ، للإنخراط في الحوار الوطني ، وسحب قواتهم من صنعاء والمدن اليمنية ، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ، والبدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ، لم يكن سوى صرخة في بئر ، ذلك أن هؤلاء اتخذوا قرارهم في الإنفصال المذهبي والمناطقي وتفتيت اليمن بقرار من إيران .
إيران التي أججت الفتنة في أكثر من عاصمة عربية ، وأعلن مسؤولوها أن صنعاء سقطت تحت هيمنتهم كعاصمة عربية رابعة بعد بيروت ودمشق وبغداد ، وجدت في التفجيرات الأولى لمساجد صنعاء قبل التدخل العربي فرصة مهمة للنفخ في بوق الطائفية دمويا هذه المرة ، بعد تسريب معلومات كشفها الرئيس اليمني فحواها أن الحوثيين تعهدوا للإيرانيين بقلب المذهب الزيدي إلى أثني عشري .
لقد كشفت " عاصفة الحزم " التي ردت على الإيرانيين وأذنابهم في صعدة وعلي عبد الله صالح بما يجب أن يكون عليه الرد ، هشاشة إيران وضعفها ، وكمثال بسيط على ذلك : ها هي سفينة المساعدات التي قال قادة الحرس الثوري إنها لن تخضع للتفتيش ، ها هي تفتش في جيبوتي قبل السماح لها بالمرور .
ولقد أضحكني تعليق مسؤولين إيرانيين تساءلوا عن هذه الطائرات العربية التي تقصف الحوثيين بينما لا تقصف إسرائيل وتحلق فوق غزة ، ، ليرد السؤال على هؤلاء بسؤال مقابل : أين طائرات إيران وصواريخها عندما كانت غزة تذبح على مدى خمسين يوما ، بينما حزب الله ، عميل إيران الأبرز يقف على الحدود ولم يطلق أي رصاصة ؟ ، بل إن السؤال الأكبر هو : أين وقفت إيران ضد إسرائيل ، وفي أي المواطن ؟ .
تظل الأعين مصوبة على اليمن ، وماذا سيكون عليه موقف الحوثيين وحلفائهم من تطبيق قرار مجلس الأمن 2216 الذي صدر في الرابع عشر من نيسان الماضي ، ,وأبرز ما فيه شرعية الرئيس هادي وانسحاب الحوثيين من صنعاء والمدن والمواقع التي احتلوها وإعادة الأسلحة التي سرقوها من مستودعات الجيش بتسهيل من علي عبد الله صالح .
لقد منح التحالف الحوثيين وحلفاءهم فرصة ذهبية لم يحسنوا التقاطها ، عندما دُعوا إلى مؤتمر الرياض ، وعندما أعلن عن توقف "عاصفة الحزم " لصالح " إعادة الأمل " .
والذي يتابع إعلام الحوثيين وإعلام صالح يدرك الغباء السياسي الذي يحكم هؤلاء وأنصارهم ، وكيف أن هذه الميليشيا العقائدية لا ترى أبعد من أنوف قادتها وأنوف من صنعها في " قم " ، وبالتالي يدرك حجم " البلاء " الذي ابتلي به الشعب اليمني ، عندما انسلخت عصابة قليلة من المذهب الزيدي الذي يعتبر الأقرب لأهل السنة ، إلى المذهب " الأثني عشري " بنسخته الإيرانية ، والهادف إلى تصدير الثورة وتشييع العالم السني .
ولأن الحوثيين تعلموا من مدرسة حزب الله ، فإنهم هللوا وكبروا لما قاله حسن نصر الله الذي تساءل في تصريحاته الأخيرة عن أي هدف حققته عاصفة الحزم ، زاعما بأنها لم تحقق أي هدف ، متناسيا بأن الأسئلة يجب أن توجه لأوليائه في طهران وله شخصيا قبل أن توجه لعبد الملك الحوثي .
إن السؤال ليس : ماذا حققت عاصفة الحزم من أهداف ، بل هل استطاعت إيران تكريس الإنقلاب وابتلاع الدولة ؟ .
هذا هو السؤال الذي يستحي خامنئي من طرحه .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews