عفوا ميسي.. تشافي وكلوب
سأخصص كلماتي وتقديري في موسم 2014 - 2015 لرجلين آخرين رغم أن أبجديات كرة القدم تنطق بأنك الفارس الأول بل والأوحد للموسم الخيالي لبرشلونة بطل الدوري الإسباني.. والمرشح بقوة لإضافة لقبين آخرين عبر الأسبوعين المقبلين.
اليوم سأسهب في الحديث عن هرنانديز تشافي كابتن برشلونة الذي وضع حدا لمسيرته مع النادي الكاتالوني بعد 24 عاما بين جدرانه ومنها 17 عاما ضمن فريقه الأول.. وهي مرصعة بالأرقام القياسية والألقاب والإنجازات واللمحات والمواقف.. وكل ما هو جميل.. وسأسهب أيضا فى الحديث عن الألماني يورجين كلوب المدير الفني لفريق بروسيا دورتموند، الذي اختتم مشوارا ولا أروع مع النادي الأصفر والأسود نجح خلاله في نقله من فريق متوسط وبعيد عن دوائر المنافسة إلى فريق بطل فى بلده ومنافس شرس في البطولات الأوروبية.
ولنبدأ مع كلوب الذي صنعت له جماهير دورتموند الوفية أكبر لوحة فى تاريخها خلال المباراة الأخيرة للفريق في البوندسليجا ضد فيردر بريمن فى ملعب فيستفالن.. ورسموا صورة وجه كلوب بحجم هائل وكتبوا خمسة حروف فقط..
DANKE
أي شكرا باللغة الألمانية.. وأحسنت الجماهير استقباله بحفاوة منقطعة النظير قبل اللقاء ثم ودعته بحفاوة أكبر بعد المباراة وهو يرد التحية وينحني لها متجها إلى كل ركن من أركان الملعب وكأنه ينحني لكل متفرج على حدة.
كلوب.. هو السر في نجاح بروسيا دورتموند أمام الماكينة الحمراء الرهيبة لبايرن ميونيخ النادي الأغنى بفارق شاسع والأوفر نجوما بكل المقاييس وبحكم ثرائه المذهل.. ويكفي لكي ندرك مقدار ما فعله دورتموند أمام بايرن أن نتخيل أن الموسم الحالي وهو الأسوأ لدورتموند فى السنوات الأخيرة قد شهد فوزا غاليا لبروسيا دورتموند على نظيره البافاري في افتتاح الموسم، وانتزع منه كأس السوبر الألمانية رغم أن قائمة البايرن ضمت أكثر من نصف لاعبي منتخب ألمانيا المتوج قبل أسابيع قليلة من لقاء السوبر بكأس العالم في البرازيل.. ولم يشأ كلوب أن يترك دورتموند دون بصمة أخرى في سجلات البايرن ورغم إقامة مباراة الدور نصف النهائي لكأس ألمانيا في ملعب البايرن وأمام جمهوره الغفير ورغم النقص الحاد في تشكيلة دورتموند.. إلا أن كلوب ورجاله انتزعوا نصرا مفاجئا في ركلات الترجيح وأخرجوا البايرن من الكأس بل وصنعوا أثقل خسارة له في تاريخه مع ركلات الترجيح، حيث فشل لاعبو البايرن فى إحراز أي ركلة لهم.
سبعة مواسم عاشها كلوب مع بروسيا دورتموند منذ وافق على قبول المهمة فى صيف 2008 رغم أن الفريق كان متدهورا إلى المركز الثالث عشر بالبوندسليجا في الموسم المنتهي.. ولم يصدق الكثيرون نجاحه فى احراز الكأس على حساب البايرن فى أول مواسمه بل وانتزاع لقب البوندسليجا لموسمين متتاليين عامي 2011 و2012 وأكمل إعجازه بالتتويج بالثنائية من دوري وكأس في ألمانيا عام 2012 وزين موسمه بعدد من الأرقام القياسية في عدد النقاط ومرات الفوز وعدم الهزيمة بالدوري.. ويزيد من قوة الأمر في موسم 2010-2011 أن ميزانيته كانت أقل من نصف ميزانية البايرن وصيفه (كان اللاعب المصري محمد زيدان أحد رجاله فى الموسم الأول).. وهو ما يعكس أنه حقق إنجازه فى وجود الكثيرين من اللاعبين المغمورين قياسا بالعمالقة من نجوم البايرن.
كلوب تحول بعد قراره بالاعتذار عن عدم الاستمرار مع بروسيا دورتموند إلى المدير الفني الأكثر طلبا من الأندية التي خرجت من موسمها بلا نجاح مثل ريال مدريد الإسباني الذي أقال مديره الفني الإيطالي كارلو إنشيلوتي رسميا وكذلك مانشستر سيتى الإنجليزي.
وجاء الدور لنفتح ملف مهندس الكرة الإسبانية في آخر 17 عاما.. تشافي صاحب الرقم القياسي في تاريخ الكرة الإسبانية في عدد التمريرات الصحيحة التي أسفرت عن أهداف.
تشافي توج مع الفريق الإسباني خلال سنوات الحب والفرح وسنوات الجفاف والدموع.. ولعب بجوار مجموعة من أمهر من عرفت كرة القدم على تاريخها أمثال البرازيليين رونالدينيو ونيمار والأرجنتيني ميسي والأوروجواني سواريز والإسباني أنييستا الذي تسلم منه شارة القيادة بعد إغلاق ملفه الكاتالوني وتحوله إلى إكمال مشواره مع نادي السد القطري نظير أعلى عرض في تاريخ الكرة الخليجية.. ورغم وجوده وسط تلك الكوكبة إلا أنه كان حاضرا في الصف الأول باستمرار بألعابه ومهاراته وتمريراته وأهدافه وسلوكه الممتاز وحسن تعاونه مع الجميع.. وخطف مجددا الأضواء في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا التي توج المنتخب الإسباني وللمرة الأولى في تاريخه بطلا لها.. واحتفل قبلها وبعدها بوضع ذهبية بطولة الأمم الأوروبية على صدره.
باختصار.. تشافي أكبر من أي كلمة أو مديح.
(المصدر: الشروق الرياضي 2015-05-27)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews