Date : 26,04,2024, Time : 08:41:29 PM
3493 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 05 شعبان 1436هـ - 24 مايو 2015م 12:29 ص

كيف سقطت تدمر .. ؟

كيف سقطت تدمر .. ؟
د. فطين البداد

"كيف تمكنت قوات داعش من التنقل والوصول إلى تدمر؟"

سؤالٌ برسم قوات التحالف التي آثرت أن تشنّ حربها على التنظيم المتطرّف، وقوات نظام الأسد القمعيّ الذي يدعي أنّه يشنّ حرباً على الإرهاب ولم يتوان للحظة واحدة عن ارتكاب أكبر الفظائع من قتلٍ وتنكيل للبشر قبل الحجر.

ولكن ها هو داعش وعلى مرأى ومسمع الكوكب يحطّ رحاله في تدمر، يهدّد واحدةً من أقدم الممالك التي عرفها التاريخ، ويهدّد إرثاً حضارياً تاريخيّاً قلّ مثيله في العالم.

تدمر والتي تقع في قلب سوريا ، وصلها بطش داعش ، لتعلن المحطات الإخبارية جمعاء أن التنظيم بات يفرض سلطته على 50% من الأراضي السوريّة.

اسم تدمر ظهر في المخطوطات البابلية في شرق سوريا، والتي عُثر عليها في مملكة ماري، ويعني "بلد المقاومين" في إشارة للصراع الكبير الذي خاضته هذه المملكة التاريخيّة في وجه أطماع الرومان في المنطقة. أما باللغة الآرامية، وهي لغة سوريا القديمة، فتدمر تعني : "البلد الذي لا يُقهر".

خطرٌ كبير، وقد يكون قدراً محتّماً هذا الذي ينتظر مملكة تدمر، المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو ، فتنظيم داعش لم يتوان عن تدمير مدن أثرية في العراق، ووثقته في تسجيلات فيديو يغصّ الـ youtube بها. هذا الخطر لم تبال قوات الأسد بحدوثه، فانسحبت من مواقعها في تدمر بما فيها فرع البادية للمخابرات العسكريّة، المطار العسكريّ السريّ وسجن تدمر الذائع الصيت والذي ابتلع الكثير من المعتقلين السياسيين السوريين خلال فترة حكم آل الأسد لسوريا، والذين لا يزالون حتى اللحظة مجهولي المصير ، بينما التزمت قوات التحالف التي تشكلت للقضاء على التوسع الداعشيّ الصمت.

كيف لداعش أن يصول ويجول في المنطقة بهذه الحرية رغم الامتعاض الدوليّ حياله، يتنقل كشبحٍ من مكان إلى آخر ، ويتوسع في عصرٍ بات العالم فيه أصغر من قريةٍ ، في عصر الهواتف الذكيّة والذكاء الصناعي الذي قد يتمكن من معرفة ما تناولته على الغداء من ستّة أشهر؟!!

كيف لداعش أن يتعامل بالأموال ويشتري السلاح ويبيع النفط في السوق السوداء دون أن يتمكن أحدٌ من ضبطه أو يقوم بمقاطعة التعامل معه على الأقل؟!!

كيف له أن يجري استعراضاً عسكرياً في ليبيا، تابعه الملايين عبر شاشات التلفزة، استعراضٌ غصّ بسياراتٍ جديدة، موحدة اللون والطراز ومن علامة تجارية واحدة دون أن يخطر لمخلوق أن يسأل الشركة المصنّعة عمّن اشترى هذا الأسطول الكبير من السيارات السوداء؟!!

كيف لداعش أن يصول ويجول، يقطع الرؤوس ويحرق شبابنا في غفلةٍ عن كلّ من يدّعي محاربته؟!!

أما في كلّ هذا إشارةٌ واضحةٌ إلى مهادنةٍ منقطعة النظير مع هذه القوة المرعبة والتي باتت سبباً رئيسيّاً لهجرة الكثيرين، ونزوح الكثيرين، وموت الكثيرين، ودمار التراث والإنسانيّة؟!

من هم هؤلاء الذين يرعون هذه الفزاعة، يحاربونها في العلن ويقدمون لها كلّ دعمٍ ممكن في الخفاء؟!

من المستفيد؟ كثيرون هم، وعلى رأسهم النظام السوريّ الذي يعزّر جبروت داعش ادعاؤه في حربٍ على الإرهاب ما انفكّ يروّج لها منذ اللحظة الأولى التي انطلقت فيها الشرارة الأولى للثورة السوريّة في مدينة درعا.

كذلك إيران، والتي تبيّض صورتها كدولةٍ تتدثر برداءٍ شيعيّ لتحقيق مآرب سياسية واقتصادية، تدعي محاربتها للأكثرية السنيّة الساحقة التي يحملها داعش المزيد والمزيد من سوء السمعة كمذهب متطرف يهدد وجود كل من يعيش في هذا الجزء من العالم، لا وبل في أجزاء أخرى أيضاً.

وهناك بالطبع المستفيدون عن بعد، والذين يستغلون الفوضى الكبيرة في تحقيق المكاسب، فيستمرون في ضخّ السلاح وبيعه للمتنازعين، وشراء النفط بأبخس الأثمان في السوق السوداء محققين الأرباح الطائلة في عالمٍ تعصف فيه الأزمات الاقتصاديّة المربكة، وشراء الآثار المهربة التي، وكالمعتاد، ستظهر فجأةً في أشهر وأكبر المتاحف في العالم.

وفي ظلّ كلّ ذلك، يستمر السوريون في دفع أبهظ الضرائب لقاء حلمهم البسيط ببلدٍ يحكمه القانون والديمقراطيّة، يتمتع فيه مواطنوه بأبسط الحقوق، ليتحول حلمهم إلى كابوسٍ من الدمار والنزوح والتهجير.

تدمر "بلد المقاومين" و "البلد الذي لا يقهر"، أرض "زنوبيا" ملكة المقاومة الأسطورية، خذلك العالم فلم يعد هناك مكانٌ لك سوى استجداءات من تعتصر قلوبهم على مصيرك ينادون لإنقاذك، وما من مجيب.

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv 

 

 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد