لماذا نخسر في إيران؟
نادراً ما تخرج الأندية السعودية فائزة من الملاعب الإيرانية في البطولات الآسيوية إذ أن أغلب نتائجنا هناك هي الخسارة وربما التعادل وفي أحيان نادرة جداً نحقق الفوز!!!
ـ أكرر ما قلته في مقالتي قبل عدة أيام وهو أننا نتفوق (فنياً) على الكرة الإيرانية (أندية ومنتخبات) وبفارق فني شاسع لكننا نخسر (بسهولة) على الصعيد النفسي لأننا لا نجيد إطلاقاً التعامل في هذا الجانب الذي يعتبر الإيرانيون فيه مدرسة متفوقة...
ـ عودوا لآخر 3 مباريات للأندية السعودية...النصر والهلال أمام بيروزي والأهلي أمام نفط طهران وكلها انتهت بخسارة الأندية السعودية بهدف دون رد..
ـ سأستثني مباراة الأهلي بالنسبة للأمور الفنية لأن الأهلي لم يظهر حقيقة بمستواه الفني المعتاد ولا روح لاعبيه القتالية وربما أن خسارة الفريق للقب دوري جميل أثرت كثيراً على أداء الفريق...
ـ ربما يقول البعض أن الأهلي لعب أمام الاتحاد (محلياً) وقدم أداءً جيداً رغم خسارته للدوري ولم يتأثر نفسياً وهنا أقول هذا صحيح لكن مباراة الأهلي والاتحاد تمثل تنافساً خاصاً بين قطبي جدة إلى جانب أن الأهلي كان يبحث عن إنهاء الدوري دون خسارة ولذلك ظهر الفريق بمستوى فني جيد بينما في إيران ظهر التأثر الحقيقي بخسارة الدوري فكان اللاعبون بعيدين على الصعيد الفني والروح عن حضورهم المعتاد فحدثت الخسارة...
ـ أما مباراتا النصر والهلال أمام بيروزي فكان الفريقان السعوديان متفوقين (فنياً) لكن لاعبي الفريقين غائبون تماماً على صعيد التركيز الذهني واستجابوا لكل أنواع الاستفزازات التي واجهتهم داخل وخارج الملعب وعلى المدرجات فكان من الطبيعي أن يخسر الفريقان...
ـ حتى السوء التحكيمي في ملاعب طهران سببه قوة التأثير الإعلامي والجماهيري الإيراني لدرجة (إرهاب) الحكام وبالتالي ما يدفعهم (أي الحكام) ليكونوا في الصف الإيراني عند وجود أي حالات شك تحكيمية...
ـ بمعنى أن الحكام يبحثون في النهاية (كبشر) عن سلامتهم وهذه لا تأتي إلا بالتعاطف مع الفرق الإيرانية أو على أقل تقدير عدم ظلمهم!!!
ـ نحن نخسر في إيران لأننا لا نجيد اللعبة (المعنوية) ونتجاوب ونستسلم لكل أنواع الاستفزازات ويبدو لي أن الإيرانيين باتوا يشعرون بأننا فعلاً نخشى مواقفهم وتصرفاتهم واستفزازاتهم وراحوا يفعلونها ويضاعفونها...
ـ وللتأكيد على صحة ما ذهبت إليه فعندما تلعب الأندية الإيرانية في ملاعبنا لا تجد أياً من أنواع الاستفزاز أو التعامل غير الرياضي وهذا يجعلها ضعيفة فنياً ومعنوياً وتخسر بسهولة في الملاعب السعودية...
ـ لا أطالب إطلاقاً بأن نقابل استفزازهم باستفزاز ولا إرهابهم بإرهاب بل علينا أن نواصل تعاملنا الراقي الذي يعكس أخلاقنا الحقيقية ونواصل الانتصار عليهم...
ـ ما أطالب به هو أن تعمل أنديتنا على الجانب المعنوي (قدر المستطاع) عندما تسافر لإيران وتسعى لإعداد لاعبيها بشكل جيد وأن يحضر ممثلو الأندية حضوراً فاعلاً في الاجتماع الفني ويضغطوا على حكام المباراة ومراقبها قبل أن تبدأ لمراقبة ما قد يحدث من خروج عن الروح الرياضية...
ـ قلت في مقالة سابقة على الأندية الخليجية أن تتكتل وتطالب الاتحاد الآسيوي بنقل مباريات الأندية الإيرانية لأرض محايدة حتى لو كان النقل لمباراتي الذهاب والإياب مع الأندية الخليجية بحثاً عن الأمن والسلامة...
ـ الأهم أن لا نلعب في طهران لأن الحقيقة تقول إننا لا نلعب كرة قدم بل أن الأمور باتت خارج أرض الملعب أكثر مما هي فنية داخله...
ـ من حسن حظ الهلال والأهلي أن الذهاب كان في إيران وانتهى بهدف فقط ما يجعل التعويض في العودة متاحاً وسهلاً للغاية بشرط احترام المنافسين...أما لو كان الذهاب في الملاعب السعودية والعودة هناك في طهران ففي تصوري أن حظوظ التأهل كانت أقرب للأحلام ليس بسبب الأمور الفنية إنما نتيجة تفوق معنوي إيراني وخروج غير محدود عن الروح الرياضية.
(المصدر: الرياضية 2015-05-22)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews