جوزيف عطية غَرِق في كأس إمرأة
جي بي سي نيوز - نشتاق الى جوزيف عطية مغنياً حميمية الحبّ. يتيح الصوت تجلّي الشعور في الكلمة وحضور الشوق في النَغَم. "حبّ ومكتّر"، إثبات قدرة عطية على التنوّع الغنائي الناجح. هنا المرأة فرضت على الكليب إحساسها.
لا جديد في مشهديات صوّرها المخرج وليد ناصيف، فطالما كان موضوع الحبّ رجلٌ وامرأة وطبيعة. بيد أنّ عطية اجترح من المألوف بريقاً ولهفة. بَسَطَ الشعور على الطاولة وقال لناصيف صَوِّر. التقط إشارات مصدرها القلب، وقدّم الحبيبين في سياق اقتناص الوقت. كأنّ الزمن لحظة عناق مستمرة. وقف عطية مذعناً لإحساس يتملّك الرجل فيعيده طفلاً. هنا جديد المخرج. بهذه اللمسات على عطية من الخلف. بالإصبع الممتدة نحو الأُذن وتلعثم الوجه. بردّ الفعل على اللمسات. بالخفقان. والعينين المغمضتين على ليلة لا تُنسى.
تفرض الأغنية (كلمات رامي شلهوب وألحانه) فَلْش الشعور في كلّ اتجاه، وفي كل الزوايا، وتفاصيل الجسد. هذا الفَلْش يحرّك الكليب نحو إمكان تميّزه عن البقية. كل ما في الأمر أنّ اثنين قررا الإفادة من الوقت. هما هنا في دور الزوجين اللذين يدركان أنّ الحياة أمامهما، لكنهما يفضّلان اللحظة. يُبقيان على متعة التلاقي خارج احتمال الشعور بأنّ أحدهما كَسَب الآخر. تتساقط زخّات خفيفة كأنها تتصبّب من أعماق ملتهبة. "بعد بدي أنا إغرق"، يغنّي عطية سائلاً امرأته عدم النجدة. هي إن لمسته غَرِقَ وإن بادلها اللمسات ازداد غرقاً. لم يجد ناصيف ضرورة تعقيد مسألة الغَرَق. زخّاتٌ تكفي. أو سماء تستعدّ للفجر. وأنامل على البيانو تعزف خيالات الشهوة.
كليبٌ غيره ما اعتاد عطية تقديمه، فلم يبلغ به الشعور نضوجاً كهذا. خلف الكاميرا مخرجٌ صبَّ الاهتمام على الداخل. ترك القلب على هواه طليقاً كهبوب نسمة. أظهَرَ الحبّ شفافاً وقابلاً للتوحّش في آن معاً. عملٌ ليس قائماً على جماليات الصور والخدع البصرية. بنيته عاشقان جعلا الحبّ امتداداً لعظمة الكوكب. تشرّباه حتى الثمالة.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews