الخجل عند الأطفال.. الأسباب والحلول
جي بي سي نيوز - "نجحت في جعل طفلي اجتماعيا ويحاور ويُبادر وأثنت معلّمته على تصرفاته، فهو يحاول أن يتفاعل مع أصدقائه بشكل إيجابي في الصف".. هذا ما قالته هلا العمر وهي تشعر بالرضا.
وأضافت العُمر أن طفلها كان لا يتفاعل مع أحد في المنزل وعند ذهابها للزيارات العائلية يبقى بجانبها، وعرفت أن هذا ناجم عن الخجل ونجحت في علاج خجله.
وقالت أخصائية علم النفس الدكتورة الأردنية هند ناصر الدين، إن "الطفل الخجول عادة ما يتحاشى الآخرين ولا يميل للمشاركة في المواقف الاجتماعية، ويبتعد عنها ويكون خائفا ضعيف الثقة بنفسه وبالآخرين، مترددا، ويكون صوته منخفضا، وعندما يتحدث إليه شخص غريب يحمر وجهه وقد يلزم الصمت ولا يجيب، ويخفي نفسه عند مواجهة الغرباء. ويبدأ الخجل عند الأطفال في الفئة العمرية 2ـ 3 سنوات، ويستمر عند بعض الأطفال حتى سن المدرسة وقد يختفي أو يستمر".
الأسباب
وتذكر الأخصائية عدة أسباب للخجل عند الأطفال. ومن هذه الأسباب "مشاعر النقص التي تعتري نفسية الطفل، والتأخر الدراسي، وافتقاد الشعور بالأمن، فالطفل الذي لا يشعر بالأمن والطمأنينة لا يميل إلى الاختلاط مع غيره، إما لقلقه الشديد أو لفقده الثقة بالغير وخوفه منهم. إشعار الطفل بالتبعية بجعل الطفل تابعا للكبار وفرض الرقابة الشديدة عليه، يشعره بالعجز عند محاولة الاستقلال، وكذلك اتخاذ القرارات المتعلقة به، مثل لون الملابس وماذا يريد أن يلبس، ويكثر الوالدين من الحديث نيابة عن الطفل وعدم الاهتمام بأخذ رأيه".
وتابعت ناصر الدين: "عدا عن ذلك فإن التجريح أمام الأقران، وإلحاح بعض الآباء والأمهات في طلب الكمال في كل شيء عند أطفالهم في المشي، في الأكل، في الدراسة وإغفال الوالدين عن أن السلوكيات يتعلمها الطفل بالتدريج، كما أن تكرار كلمة الخجل أمام الطفل ونعته بها.. كل ذلك يجعله يقبل بهذه الفكرة وتدعم عنده شعوره بالنقص، وقد يعود الخجل للوراثة وتقليد أحد الوالدين".
وقد يختلف التعبير عن الخجل من طفل لآخر.
من جهتها قالت الأخصائية الاجتماعية إيمان الرنتيسي" "عند خروج الطفل الخجول مع أمه لمكان عام أو لزيارة يبقى ملاصقا لها ولا يقبل أن يسلّم على أحد ولا يأخذ شيئا من أحد، وإذا أخذ أحد الأطفال منه شيئا فلا يطلبه منه".
وأضافت الرنتيسي : "قد تكون شخصية الطفل في المنزل أقوى مما هي خارجه، ففي المنزل شخصيته مرحة ويتعلم ويناقش ويعبر عما يريد بعدّة طرق، لكن خارج المنزل على العكس تماما".
العلاج
ولعلاج الخجل عند الأطفال يلزم التعرف على تحديد المسببات ثم البدء بالعلاج.
فبحسب الأخصائية: "على الأب والأم تشجيع الطفل على الثقة بنفسه وتعريفه بالنواحي التي يمتاز فيها عن غيره، وعدم مقارنته بالأطفال الآخرين ممن هم أفضل منه، وتوفير قدر كاف من الرعاية والعطف والمحبة، والابتعاد عن نقد الطفل باستمرار وخاصة أمام أقرانه، وعدم دفع الطفل للقيام بأعمال تفوق قدراته ومهاراته والعمل على تدربيه في تكوين الصداقات وتعليمه فن المهارات الاجتماعية، والثناء على إنجازاته ولو كانت قليلة، وتشجيعه على الحوار، وتدربيه على الاسترخاء لتقليل الحساسية من الخجل، وأخذه في نزهة إلى أحد المتنزهات و إشراكه في اللعب مع الأطفال".
وتشير الإحصائيات إلى أن 20% من الخجل يتكون عند الأطفال حديثي الولادة، فالطفل المُصاب بالخجل يدق قلبه أثناء النوم بسرعة أكبر من مثيله. وفي الشهر الرابع يصبح الخجل واضحا عند الطفل إذ يخيفه كل جديد، ويدير وجهه ويغمض عينيه أو يغطي وجهه في كفّيه. وفي السنة الثالثة، يشعر بالخجل بشكل واضح، وهُنا يكون السبب في الوراثة وله أثر في الجينات.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews