ميسي ورونالدو
سنوات طويلة ظل خلالها الجوهرة بيليه والأسطورة مارادونا يتفردان بكل المقارنات، والسؤال الذي لم نجد له إجابة حتى الآن أيهما أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم؟ وطال الانتظار، فالملايين أعطوا الأفضلية لبيليه وملايين من البشر في الجانب الآخر توجوا مارادونا بلقب الأفضلية، ولكن حتى الآن هي أحكام فيها الكثير من الأهواء والآراء المختلفة، فلا بيليه حسم الصراع، ولا مارادونا أقنع الكل، لذلك فمن المنتظر أن يظل الاختلاف مستمراً إلى سنوات قادمة.
في السنوات الأخيرة هيمن الأرجنتيني العبقري ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو على كل ما يتعلق بكرة القدم، مقارنات وإعلانات وتشجيع وقمصان، وتحولا إلى ضلعي الصراع الجديد على عرش كرة القدم العالمية، وتجدد السؤال أيهما الأفضل؟ وكما كان الاختلاف بين مؤيدي بيليه ومارادونا، تجدد الاختلاف بين مناصري البرغوث وصاروخ ماديرا، ولم تحسم المقارنات لا لهذا ولا لذاك، ولكن من وجهة نظري ورغم اعترافي بأنني من أنصار ريال مدريد منذ سنوات طويلة، إلا أن ما يقدمه ميسي مع برشلونة في الآونة الأخيرة يفوق بكثير مردود رونالدو مع ريال مدريد، وهذا الأمر يؤكده واقع حال الفريقين في المسابقات، فبرشلونة بات على بعد نقطتين من حسم الليغا الإسبانية لصالحه، كما وضع قدماً ونصف القدم، في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، ناهيك عن تأهله إلى نهائي كأس ملك إسبانيا، أي أن البلوغرانا أمام تحقيق ثلاثة ألقاب، فيما المرينغي يعاني الأمرين حيث خسر بداية الموسم السوبر الإسباني، وذهبت أحلامه في انتزاع الدوري إدراج الرياح، وطموحه للاحتفاظ بلقب دوري أبطال أوروبا تترنح أمام جوفنتوس الايطالي، ثم غريمه برشلونة اذا ما اجتاز بطل الدوري الايطالي في مباراة الإياب.
لن نذهب بعيدا للحكم على أفضلية أحد النجمين على الآخر، ففي المباراة الأخيرة لبرشلونة أمام بايرن ميونيخ كان ميسي هو عنصر الحسم في الفوز الثلاثي وقطع أكثر من 80% للتأهل للنهائي الاوروبي بتسجيله هدفين لا يستطيع تسجيلها سوى البرغوث وتمريرة قضت على كل الآمال الالمانية، بينما رونالدو لم يقدم ما يذكر في مباراة جوفنتوس، ومن ثم اكمل الاحباط فيما مباراة فلنسيا عندما اهدر ركلة جزاء كانت كفيلة بعودة الريال الى المباراة التي انتهت بالتعادل الايجابي الذي ابعد الميرنغي كثيرا على لقب الليغا.
في الكثير من المباريات المهمة والكبيرة التي بحاجة إلى النجم الذي يحسم الموقعة لصالح فريقه يختفي رونالدو ويظهر ميسي، وقت الجد يكون ميسي حاضرا ويغيب رونالدو، الأهمية ليست بعدد الاهداف بل في وقتها ومدى قدرتها على الحسم، وهذا ما يمتاز فيه ميسي ويخفق فيه رونالدو في الغالب الأعم من المواجهات، ولكن رغم هذا سيظل السؤال حائراً دون إجابة، أيهما الأفضل؟
(المصدر: البيان 2015-05-11)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews