هل تحطم معارك "القلمون" محور إيران وسورية وحزب الله؟

جي بي سي نيوز - : ذكر ملف ديفكه أن المعركة الدائرة في القلمون بين قوات الجيش السوري وحزب الله من ناحية والثوار وبشكل خاص قوات جبهة النصرة من الناحية الأخرى، تحولت من معركة محلية إلى معركة إقليمية يمكنها أن تسفر عن ثلاث نتائج كارثية لمحور إيران، سورية وحزب الله. كما أن هذه الكارثة العسكرية يمكنها أن تتحول إلى كارثة وهزيمة شخصية لثلاثة زعماء: حسن نصر الله زعيم حزب الله، وبشار الأسد الرئيس السوري، والجنرال قاسم سليماني قائد كتائب القدس الإيرانية.

وذكر الملف المقرب من الإستخبارات والذي رصدته جي بي سي نيوز في القدس المحتلة: أنه حينما تكون تطورات ونتائج شديدة الوطء من هذا القبيل مطروحة على طاولة العمل، فليس من المستغرب أن يقوم حزب الله بنشر معلومات متناقضة حول القتال، إلى الحد الذي جعل نصر الله يقول يوم 5\5\ الجملة التالي: "نحن لم ننشر ولن ننشر أي شيء عن ذلك، عندما نفتح المعركة في القلمون وسوف يكون ذلك واضحا للجميع". لكن الحقيقة هي أن المعارك مشتغلة منذ مطلع الشهر الحالي، ولا تعرف أية جهة، بما فيها نصر الله، ما يحدث بالضبط. والسبب في ذلك يرجع لقيم الائتلاف الأميركي السعودي التركي القطري واتحاد الإمارات العربية بتزويد الثوار بصورة مفاجئة ما رفضوا تزويدها به من الأسلحة الثقيلة رغم الضغوط الأميركية. ولو أن هذه الأسلحة الثقيلة وصلت إلى الثوار خلال السنوات الأربعة الماضية لما قتل عشرات آلاف السوريين.

لقد أدلت ثلاث شخصيات من إدارة أوباما أمس بتصريحات تفيد أن نظام الأسد وجيشه شرع باستخدام لأسلحة الكيميائية: سفير الولايات المتحدة في المنظمة الدولية للحد من انتشار الأسلحة الكيميائية روبرت ميكولاك، ونائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والسفير الأميركي في الولايات المتحدة سمنته باور، وقد أكدت الجهات الثلاث أن النبأ القائل أن الأسد يستخدم الأسلحة الكيميائية صحيحة. بيد أن الثلاثة لم يقولوا شيئا حول حقيقة أن الأسد لم ينزع أسلحته الكيميائية مثلما زعمت الإدارة الأميركية في مطلع 2014، ومن ثم فإن الاتفاقية الروسية الأميركية حول نزع أسلحة سورية الكيميائية لم تكن سوى خدعة.

وذكر المراسل أن ذلك يعني أن إدارة أوباما فتحت جبهة جديدة ضد الأسد في الوقت الذي يخوض معركة القلمون، وفي أعقاب الهزائم المرة التي مني بها جيشه في الأسبوعين الماضيين في شمال سورية. والجبهة ليست ضد الأسد وحده بل أيضا ضد الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد كتائب القدس الإيرانية الذي يقوم بتزويد الأسد بالأسلحة الكيميائية .

لقد قبل الرئيس أوباما في الآونة الأخيرة فكرة مستشاريه في البيت الأبيض القائلة أن تسريع التوصل إلى الاتفاقية النووية مع إيران يتطلب دق إسفين في أوساط قيادة حرس الثورة الإيراني. وبناء على ذلك ستقوم الولايات المتحدة بتحديد قائد حرس الثورة الجنرال علي جعفري وضباطه كجهة معتدلة وجيدة، وتحديد الجنرال قاسم سليمان على أنه شخصية سيئة. وتعتقد الولايات المتحدة أنها إذا أضافت بعض المميزات الاقتصادية سيمكنها من إقناع الجنرال جعفري بتأييد الاتفاقية النووية. ونظرا لأن الجنرال سليمان يشرف على الحرب في العراق وسورية اليمن، فإن المساس به من قبل الأميركيين على هذا النحو يمكنه أن يدفع إيران إلى التراجع عن تورطه في تلك الحروب.

ورغم أنه لا توجد أية دلائل تشير إلى نجاح هذا التفكير إلا أنه إذا حدث هذا التطور، والذي يعني إضعاف التدخل الإيراني العسكري في سورية، والعراق واليمن، وتباطؤ المساعدات العسكرية الإيرانية إلى سورية وحزب الله، فقد يؤدي ذلك إلى هزيمة لحزب الله في الحرب في القلمون. كما سيؤدي إلى تراجع قوة الأسد وسليماني ونصر الله. ( المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة ) .