ماذا لو تحققت الوعود؟
سيناريو نهاية الدوري الجزائري للمحترفين الذي لم يكشف بعد عن البطل ولا عن الفرق المهددة بالنزول قبل أربع جولات من نهايته، والتأهل التاريخي لثلاثة نوادٍ جزائرية إلى دوري المجموعات لدوري أبطال إفريقيا، ستتواجد في المجموعة نفسها في سابقة أولى من نوعها صنعت الحدث في مختلف وسائل الإعلام العالمية والمحلية التي راح بعضها يعتبر الأمر دليل صحة الكرة الجزائرية، فيما ذهب بعضهم الآخر إلى اعتبار الأمر مجرد صدفة لا علاقة له بالمستوى العالي وهو دليل على تراجع المستوى وتقاربه بين النوادي التي صارت تتراجع كلها!
بعض المتتبعين والمحللين راحوا يهللون للمستوى المتقارب بين نوادي القسم المحترف الأول ويعتبرون التنافس الحاصل بين كل الفرق من أجل التتويج والبقاء في الوقت نفسه؛ دليلا على تقارب المستوى ونزاهة الدوري وارتفاع مستوى كل النوادي مما يسمح ببروز لاعبين ممتازين يدعمون المنتخبات الوطنية بالمحليين!
المتفائلون اعتبروا تأهل ثلاثة نوادٍ إلى دوري المجموعات في منافسة أبطال إفريقيا دليلا آخر على ارتفاع مستوى النوادي الجزائرية مقارنة بنظيراتها الإفريقية، ودليلا على عودة الكرة الجزائرية إلى الواجهة القارية التي كانت حكراً على نوادٍ تونسية ومصرية، وكنا فيها نغادر الأدوار التمهيدية رغم تألق المنتخب الوطني في السنوات الماضية!
أما بعضهم الآخر فقد اعتبر تقارب مستوى نوادي دوري المحترفين دليلاً على تقارب المستوى العام في التراجع، وإلا كيف نفسر عدم قدرة نوادٍ من حجم وفاق سطيف واتحاد العاصمة ومولودية العاصمة على صناعة الفارق رغم إمكاناتها البشرية والمادية! وكيف نفسر إمكانية تتويج أصحاب المؤخرة بلقب الدوري رغم إمكاناتها المتواضعة؟
أما تأهل ثلاثة نوادٍ إلى دوري مجموعات أبطال إفريقيا فقد يكون بدافع معنوي بفضل وفاق سطيف الذي كسر حاجزاً كبيراً بتتويجه السنة الماضية، ولا يعود بالضرورة إلى ارتفاع مستوى الأندية الجزائرية خاصة مع تراجع الكرة المصرية والتونسية بسبب ظروف البلدين التي انعكست على الأهلي والزمالك والترجي والنجم الساحلي وأدت إلى تغيير الخريطة الكروية الافريقية التي تخلو لأول مرة من الأهلي والترجي والرجاء.
وصول أمل الأربعاء وشبيبة بجاية إلى نهائي كأس الجزائر لأول مرة يعتبر بدوره حدثًا غير مسبوق في الجزائر، ولكن يمكن اعتباره عاديًا وطبيعيًا لأن المنافسة بطبيعتها تحمل أسرارًا ومفاجآت في كل بلدان العالم، كما أن الفريقين كانا من بين أحسن النوادي هذا الموسم، وبالتالي لا يمكن اعتباره دليل تطور الكرة الجزائرية.
لكن مهما كانت التحاليل صائبة أو خاطئة؛ كان يمكن للكرة الجزائرية أن تكون أفضل مما هي عليه اليوم، وتكون بطولتنا أحسن ونوادينا في مستوى قدراتنا لو تم تحقيق كل الوعود التي قطعتها السلطة منذ بداية الألفية من خلال بناء الملاعب التي كانت مقررة في براقي والدويرة وسطيف ووهران وتيزي وزو وغيرها من المدن، وبناء مراكز التدريب التي وعدت بها السلطة النوادي المحترفة، وكان يمكن أن تكون كرتنا في أفضل حال لو تم الاستثمار في تأهل منتخبنا الوطني إلى المونديال مرتين متتاليتين، ولو تم أيضا تطبيق كل التشريعات والقوانين التي صدرت في قطاع الشباب والرياضة الذي لا يختلف عن قطاعات أخرى كان يمكن لأبنائنا أن يتألقوا فيها لو تحققت كل وعود المسؤولين!
ولكن…
(المصدر: الشروق الرياضي 2015-05-10)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews