وزارة الدفاع العراقية والسيطرة الإيرانية؟
في العراق المتصادم طائفيا، تتحرك الأمور بسرعة كبيرة نحو نهايات غير سارة لمشهد الصراع الداخلي العراقي الذي بات في حالة تصاعد دموي مثير للقلق ، فالعمليات العسكرية الأخيرة في محافظة الأنبار ، وتقدم تنظيم الدولة في معارك ناظم الثرثار ومصفى بيجي و الخسائر التي عانى منها الجيش العراقي ، قد رفعت أصوات التيار الإيراني في السلطة و المنتقد بشدة لأداء وزير الدفاع السيد خالد العبيدي محملين إياه مسؤولية ماحدث؟!، رغم غموض المشهد هناك ، إذ شن أعضاء كتلة دولة القانون حملات مستمرة وبذرائع مختلفة على وزير الدفاع في ظل جهود حثيثة لإزاحته وإسناد الوزارة للتيار الإيراني الصاعد و تحديدا للقيادي في الحرس الثوري والوزير السابق و قائد عصابة بدر الطائفية هادي العامري الذي تحول اليوم ليكون الصوت الإيراني القوي داخل حكومة العبادي وحيث ينتقد بإستمرار الولايات المتحدة ويعلن ولاءه التام والصريح للنظام الإيراني ، ويؤكد على إدخال الحرس الثوري للمشاركة في معمعة القتال الداخلي! ، ورغم أن تيار هادي العامري هو المهيمن على وزارة الداخلية من خلال وزيرها محمد الغبان الذي هو أحد رجال العامري في تنظيم بدر! ، إلا أن العيون تتجه صوب السيطرة على وزارة الدفاع لقدرتها التعبوية أولا ، ولدورها في إعادة تخطيط ساحة العمليات و تغيير الطوبوغرافيا العراقية ، وفرض معادلات توسع طائفية ذات علاقة ليس بالصراع الداخلي العراقي فقط ، بل بالوضع الإقليمي بشكل عام ، ولعل إصرار قيادة الحشد الشعبي الموجه من إيران بشكل مباشر على دخول الأنبار وقيادة المعركة من هناك ليس بهدف القضاء على تنظيم الدولة فقط ، فتلك مهمة ليست بالسهلة أبدا ، بل إن الهدف هو تمركز تكتيكي لفرض تغيير ديموغرافي و سكاني وطائفي مشبوه ، فإلحاق منطقة النخيب التابعة للرمادي بقيادة عمليات كربلاء ودخول قوات الحشد الشعبي لها بهدف قطع امتداد الأنبار مع الأردن والسعودية وجعل الميليشيات الإيرانية تقف مباشرة في مواجهة الحدود الأردنية والسعودية وبناء على توصيات ورغبة إيرانية محضة ضمن مسلسل إدارة الصراع الإقليمي الساخن!؟ وحيث تعد الترتيبات في العراق اليوم لترتيب حدود تمركز وتموقع طائفية انتظارا لمفاجآت المرحلة المقبلة في ضوء سيناريوهات الصراع السوري وحرب إدارة الميليشيات الطائفية في الشرق القديم!.
وليس سرا أبدا التأكيد على إرتباط الصراع الداخلي الطائفي العراقي بمعادلات إقليمية حساسة مع ما يعني ذلك من تحويل العراق لرأس حربة إيراني متقدم في الشرق والخليج العربي وهو دور ليس مؤهلا للعراق اللعب فيه بل كان على العراق على الدوام قلعة عربية للدفاع عن الحياض وعن الحدود الشرقية، النظام الإيراني وعبر ميليشياته التي تخلت بالكامل عن أسلوب المراوغة ولجأت لأسلوب المواجهة المباشرة و السباق من أجل تحقيق الأهداف والأجندات الإيرانية قد حول العراق لساحة مركزية من ساحات حربه الإقليمية وجهوده للحفاظ على الخط الستراتيجي القائم بين كابول و المار ببغداد ودمشق و المنتهي لبيروت على البحر المتوسط دون تجاهل التمدد في بحر العرب والبحر الأحمر ومحاولة البلطجة المستمرة في الخليج العربي عبر الأجندات الطائفية الإيرانية المعروفة في الكويت والبحرين خصوصا!. والسيطرة الإيرانية على وزارة الدفاع العراقية تعني السيطرة على الأمن الوطني العراقي بالكامل!،لذلك كانت العودة الأخيرة للسردار قاسم سليماني للعراق لإدارة عمليات الحرس الثوري هناك بناء على رغبة الحكومة العراقية ذاتها؟! رغم ما يعنيه ذلك من تصادم مع الحليف الأميركي؟!.
في العراق اليوم تدور رحى معركة مستقبلية رهيبة لتقرير مصيره و تحديد إنتمائه وتوجهاته مما سيدخله في معارك ستستمر لعقود إن لم تتم معالجة الموقف دوليا ، فمن هناك تحديدا تنطلق البروق والرعود لتقرير مصير خارطة الشرق بأسره، والميليشيات الطائفية بعد أن أظهرت أنيابها تحاول مصادرة العراق وتحويله لكانتونات طائفية مريضة ومعزولة ومتقاتلة ! ولحديقة خلفية تابعة للنظام الإيراني، وهو ما يلخص كل حكايات وأسرار الصراع في الشرق القديم.
(المصدر: الشرق القطرية 2015-05-09)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews