سعيد الماروق وسابين يدوسان على الجرح
جي بي سي نيوز - اعتمد المخرج سعيد الماروق هذه المرة ذكاء الفكرة، وقدّم سابين في "طلّقني" قادرة على تجسيد حالة. تنازل عن الظنّ بأنّ الجمال في المبالغة، وخاض تحدّي الاقناع بالقليل اللامع. في الكليب قصةٌ تُروى بملامح الوجه.
سيطرت على المغنّية حاجةٌ الى تقديم عمل مغاير لما قُدِّم من قبل. "طلّقني" (كلمات سليم عساف وألحانه، وتوزيع داني حداد) أغنيةٌ عن الخلاص بعد تأزّم الوضع. بين السطور مشهدية. ليست الرغبة في الطلاق هنا وليدة ملل أو ترف. إنّها تفجُّر بعد صبر وتحرُّر بعد ضيق أنفاس. الأغنية شعور الأنثى بحقّها في اتخاذ قرار. بلقطة واحدة، تقول سابين كلّ هذا. الكليب غَمزٌ من كل القنوات. ومعانٍ تُستَخرج من ظلال الكلمات. تجيد سابين دور امرأة اجتازت خطّ اللاعودة وأضاعت المفتاح. تجاهر برغبتها في عدم النظر الى الخلف. وَضَعَها الماروق في المكان المظلم مثل مفترق حياة. جعل المعضلة في الداخل، وسط غيابٍ شبه تام للعالم الخارجي. بدا الرأس في وضعية صراع عنيد. ما يريد في مقابل ما ينبغي أن يريده. وبدا أنّه تشبّع لَكَماتٍ من كلّ صوب وآن له أن يتّخذ وضعية أخرى. عتَّم الماروق الأرجاء وترك سابين تواجه نفسها. ثبَّتها في المكان (الكليب مشهد واحد وهي جالسة على الكرسي) وأطلق العنان لتمرُّد الإحساس. تراءت الأضواء انعكاساً لما يضجّ به الرأس، بخفوتها وتلاعبها في المشهد. وبدت شيئاً من السعي الى حسم التردُّد وطي الصفحة. "خلينا ننهي اليوم قصّتنا/ أحسن ما نتورّط سوا أكتر". سرعان ما يتحوّل التردُّد قراراً صارماً. "طلّقني" وانتهى الأمر.
يضيف الماروق عمقاً الى فكرة نابضة بالشعور. يخشى إظهار سابين ضعيفة تثير الشفقة. هي، على رغم الدرامية في بنية الكليب، خيار قوّة. لم يبلغ الانكسار مبلغ الوهن المطلق، ولم تتغلّب سوداوية الحال على احتمال تجاوز المحنة. ليس أجمل من امرأة تدوس على الجرح وتُكمل الطريق.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews