يديعوت : الجيش المصري أمبراطورية مالية وإذا نشبت حرب فسينهار
جي بي سي نيوز - : وجه الصحفي والمحلل السياسي الإسرائيلي "إيتان هابر" رسالة للرئيس الأسبق مبارك من كلمة واحدة ضمن ملاحظات عشر أوردها في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت" بشأن الأوضاع في مصر، والمرتبطة بشكل ما بالواقع في إسرائيل كما يراها "هابر" الذي قال في ملاحظته العاشرة والأخيرة : حسني مبارك : نفتقدك .
وبدأ "هابر" ملاحظاته بكلمات ثناء وتقدير لعدد من الشخصيات التي ساهمت في توقيع معاهدة السلام، وعلى رأسهم أنور السادات، ومناحم بيجين، وموشي ديان، وبطرس غالي، وعيزر وايزمان، وكامل حسن علي، وأهارون باراك، وغيرهم كثير، في مصر وإسرائيل، معتبرا أنهم استطاعوا بكثير من الجرأة الدبلوماسية والحكمة وحسن النية أن يمنحوا السلام لإسرائيل (ومصر) وفق قوله.
وتضمنت الملاحظات الثماني الأخرى ملاحظات أبداها "هابر" على المعاهدة واتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، موجها خلالها حديثه إلى منتقدي الاتفاق والداعين إلى إلغاء "كامب ديفيد" قائلا : قُتِل قرابة 3 آلاف إسرائيلي في آخر حرب مع مصر، عام 1973، و500 آخرين في حرب 1967، وما يربو على ألف جندي وضابط في الحرب التي اندلعت بين هاتين الحربين (حرب الاستنزاف). ونظرًا لأن الحرب بين إسرائيل ومصر كانت ستندلع تقريبًا في المتوسط كل عشر سنوات، كان من المتوقع أن نخوض ثلاثة حروب أخرى خلال هذه الفترة. بعملية حسابية بسيطة يتضح أن التكلفة باهظة (3000 + 500 + 1000 * 3)! وأضاف الكاتب والمحلل الإسرائيلي : دعونا نفترض، للحظة، عدم وجود سلام مع مصر.
كان سيتحتم علينا، منذ ثمانينيات القرن الفائت، الحفاظ على عدد أكبر من الكتائب، ومئات الطائرات والدبابات الإضافية، وهلم جرا، وهكذا دواليك. إذا كان الأمر كذلك، فهل كان بإمكان اقتصادنا أن يكون كما هو عليه الآن؟ وأشار "هابر" في ملاحظته الرابعة إلى أن :"الجيش المصري ليس عسكريًا فقط، بل أيضًا إمبراطورية اقتصادية. وبمجرد أن يخوض حربًا، ستنهار مصر اقتصاديًا، ومن ثمَّ لن يجد الـ 85 مليون مصري حتى خبزهم اليومي". وفي ملاحظته الخامسة قال : في الأيام الأخيرة، حاول المجلس الأعلى للقوات المسلحة ضبط قواعد لعبة الانتخابات المهمة المقبلة، وحاول، في الواقع، وضع نفسه فوق أي حكومة منتخبة في المستقبل. لكن الاحتجاجات الحاشدة هذا الأسبوع أحبطت نوعًا ما هذه الخطط.
لكني أخمن أن الجيش سيتمكن من فرض سلطته على متظاهري اليوم، الذين هم ناخبو الغد. وتضمنت الملاحظة السادسة لـ"هابر" وصفا دقيقا للمشير حسن طنطاوي وزير الدفاع الأسبق ، حيث قال أنه كان معروفا لدى غالبية الإسرائيليين بأنه كان يجلس في الاجتماعات برفقة مبارك، دون أن ينبس ببنت شفه ، وأن البعض فسَّر هذا السلوك بأنه عدائي تجاه إسرائيل ، مضيفا أنه ورغم أن الجنرال طنطاوي أظهر قُدرات قيادية لائقة منذ الإطاحة بمبارك، إلا أنه بدأ يفقد مكانته خلال الأيام القليلة الماضية، بجانب خوفه من حشود الميدان، التي تراه امتدادًا مباشرًا لمبارك. وإذا ما أُطيح بطنطاوي خلال الأيام المقبلة، فسينبغي على المصريين أن يُصَلُّوا من أجل رفاهية بلادهم.
الملاحظة السابعة جاءت عن الوضع في سيناء التي قال "هابر" أن النظام المصري فقد فيها السيطرة على مئات الآلاف من البدو ، مؤكدا أن ذلك يثير قلقًا بالغًا . وأضاف : في الواقع، نحن اليوم نتعامل مع ولاية سيناء شبه المستقلة. وجاءت جماعة الإخوان المسلمون في الملاحظة الثامنة بمقال هابر في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حيث قال أن قوتها السياسية قدرت بقرابة 25 % قبيل الانتخابات المصرية ، مؤكدا أنها قوة كبيرة جدًا. وأنهم القوة الأكثر تنظيمًا في مصر، ويمتلكون أسلحة.
بيدَ أنهم حذرون، ويميلون للاختباء في الصف الثاني، خلف القادة. وإذا ما نجحوا بنسبة كبيرة، ووقعوا في الخطأ الغبي المتمثل في الحصول على الكعكة كاملة، فبإمكان مصر توقع حرب أهلية. وقال هابر أنه سيتبنى في ملاحظاته خاتمة اعتاد "اهارون ياريف" مدير المخابرات الإسرائيلية السابق على تذييل تصريحاته به ، وهي : "على كل حال، من المحتمل أن يذهب كل شخص تحدثت عنه الآن في الاتجاه الآخر. هذا هو الشرق الأوسط، يا سادة".
وبدوري سأتبنى هذه الخاتمة. أما الملاحظة العاشرة والأخيرة لـ" هابر" ، فجاءت بثلاث كلمات فقط هي : حسني مبارك، نفتقدك.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews