نباتات الزينة والحدائق تعود للانتعاش في فصل الربيع

جي بي سي نيوز - تحرص الكثير من العائلات على إقتناء النباتات بانواعها المختلفة سواء للمنزل، أو لزراعتها في الحديقة الخارجية، لما لها من فوائد تبعث في النفس الراحة وتزيد من الجماليات.
وبعد فصل شتاء بارد، يعود الكثير من الأشخاص للعناية بالنباتات التي ذبلت أو تساقطت، وزراعة انواع جديدة تضفي البهجة والرونق مع حلول فصل الربيع.
وبدأت ختام نصر الله الاهتمام بحديقة منزلها الذي يعد بالنسبة لها المكان الجميل الذي تجلس فيه اغلب الاوقات خلال فصلي الربيع والصيف للاستمتاع بالاشجار والورود بألوانها الزاهية وتقول “أشعر بتحسن في الحديقة وكأن هموم الدنيا تزاح عندما أجلس هنا”.
وتضيف جمالية المنزل وأناقته لا تكتمل إلا بنباتات الزينة، التي تضفي أجواء من الراحة والطاقة الإيجابية، والحياة بألوانها الخضراء والزاهية، وبأشكالها المتنوعة الجميلة.
ولأن الربيع حل بالوانه الجميلة، والخضرة انتشرت في جميع الأماكن، تذهب أم أحمد وزوجها لزيارة الكثير من المشاتل لتجديد حديقتها ونباتاتها المنزلية، وفي المشتل تبحث عن نباتات جديدة تصلح لتنمو داخل المنزل، وتبحث عن أخرى مناسبة لتزين حديقتها. وكثيرا ما تأخذ أم أحمد مزروعاتها التي تحتاج إلى الترميم أو عناية خاصة إلى المشاتل المنتشرة في عمان وهناك تستطيع تغيير التربة وإنعاشها.
وفي الوقت الذي يقتني فيه البعض نباتات الزينة، لإضفاء أجواء طبيعية خضراء، تمنحهم إحساسا بالراحة في المنزل، يرى آخرون أن اقتناءها يتعدى القيمة الجمالية، مثلما هو الحال عند الحاجة علياء عبيدات والتي باتت العناية بالنباتات لديها أشبه بهواية تستمتع بها، إذ تقضي ساعات طويلة في العناية بناتاتها، ومتابعتها، والجلوس بقربها، فتقول “خصصت مساحات واسعة لنباتاتي في برندة منزلي، إذ أجد متعة كبيرة وأنا أراقبها تنمو يوما بعد يوم”.
وهي تزرع نباتات مثمرة والشجر والخضراوات كالبندورة والخيار والدوالي في حديقة منزلها للاستفادة منها.
ويشير خالد حمايدة وهو صاحب أحد المشاتل الكائنة في أبو نصير “أن بعض السيدات يأتين بقصد شراء نبتة معينة تربطهم بذكرى معينة، أو حدث مميز، منها على سبيل المثال نبتة (سكاند ابسوس)، واسمها الشعبي (قلب عبدالوهاب)، كونها معمرة وسريعة النمو، وكذلك نبات (شفليرة) التي سميت بـ”كف المخمسة”، لأن أوراقها شبيهة بالكف”.
لكن على من يهتم بوجود نباتات جميلة أن يتبع نصائح منها ترطيب النبات، وعلى المرء الذي يهتم بالنباتات وخصوصا المنزلية رشها بالمياه عن طريق بخاخ أو رذاذ صغير، لجعلها رطبة من مرة إلى ثلاث مرات يوميا أو وضعها بالقرب من مصدر مياه (نافورة صغيرة بالمنزل مثلا).وذلك لرفع الرطوبة في المكان المحيط بالنبات.
ولابد من مسح الغبار بشكل دوري عن الأوراق والسيقان لأن الغبار الذي يتراكم على سطوح الأوراق قد يؤدي إلى إنسداد الثغور فتتضاءل قدرة النبات على التنفس وبالتالي يذبل ويموت، وللتخلص من هذه المشكلة يجب مسح سطح الأوراق بقطعة قماش مبللة بشكل مستمر.
وينصح حمايدة بتعريض النبات لضوء كاف، فمن المعروف أن زاوية سقوط أشعة الشمس تتغير بمعدل كبير في فصلي الشتاء والخريف وذلك يعني أن النبات في فصلي الشتاء والخريف يستقبل نصف كمية الضوء التي يستقبلها في فصلي الصيف والربيع. لذلك من الضروري تدوير النباتات المنزلية كل أسبوع بحيث تستقبل كمية مناسبة ومتساوية من الضوء على جميع الأطراف.
ولا يجب إضافة أسمدة للنباتات المنزلية في فصلي الخريف والشتاء، إذ يفضل حمايدة عدم إضافة أسمدة لنباتات منزلية لأنها تنمو بشكل بطيء في فصل الشتاء، لافتا الى أن اضافة الاسمدة تكون في فصل الربيع.
ويذهب الى ان الري يجب أن لا يكون مفرطا في الصيف لأنه من أهم أسباب ذبول وموت النباتات المنزلية، فيجب ان يكون الري عند الحاجة فقط، ويمكن معرفة ذلك بوضع العصا لمسافة بوصتين في النبات، فإذا كان جافا يلزم حينها إضافة الماء، ويفضل أن يكون ماء الري ليس باردا.
ويختلف الإقبال على شراء نباتات الزينة من موسم إلى آخر، فبينما يزداد هذا الإقبال مع بداية الربيع على النباتات المزهرة، مثل القرطاسيا، والأزاليا، والسكلما، أو كما تسمى (قرن الغزال)، فان الإقبال يقل بشكل عام على نباتات الزينة في نهاية الصيف، وبداية الشتاء، ويقتصر الأمر على نباتات الزينة دائمة الخضرة غير المزهرة.
ويشير المهندس الزراعي محمود عوايشة أن على المرء أن يراعي أن لكل نبتة طريقة في الاهتمام “كل نبتة تتطلب كمية معينة من المياه يجب التقيد بها”، مؤكدا أن كل نوع من النباتات له طبيعة خاصة، فبعضها لا يحتاج للري إلا على فترات متباعدة، ويختلف ري النبتة المزروعة في الظل عن ري النبتة المزروعة في مكان مشمس، بسبب اختلاف كمية التبخر بين هذه وتلك.
ويبين عوايشة أن هناك الكثير من الأمراض من الممكن أن تصيب النباتات بشكل عام لذا يجب على المرء الاهتمام بها ومعالجة الامراض التي تصيبها حنى لا تموت.
ومن هذه الامراض ان تصاب النبتة بحشرة المن، وهي حشرة صغيرة جدا لونها بني فاتح أو أخضر كلون الورقة، حجمها أكبر قليلا من رأس الدبوس وتظهر في شكل تجمعات على السيقان الحديثة النمو وعلى الأسطح السفلية للأوراق وتنتشر هذه الحشرة في أشهر الربيع والصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة. ويؤكد أن من مظاهر الإصابة بها ضعف النمو، تشوه الأوراق، ظهور الندوة العسلية (وهي بقعة صمغية على سطح الورقة تلتصق باليد عند ملامسة الورقة مثل العسل) ويتم القضاء عليها عن طريق الرش بمبيد الملايثيون أو الديموثويت أو الاكتليك بمعدل 2 سم من المحلول السمادي لكل لتر ماء وترج جيدا وترش بها الأوراق المصابة وخاصة السطح السفلي مرة ثم بعدها بأسبوع مرة أخرى لضمان القضاء عليها نهائياً وتسمى هذه المرة بالرشة الوقائية.
ويقول العوايشة أن مرض الذبول يصيب النباتات احيانا ويظهر على الشكل العام للنبات، حيث يختفي اللون الأخضر الطبيعي للأوراق وللسيقان نتيجة الإصابة بالبكتيريا او الفطر، وتتم المعالجة بإضافة محلول من المطهر الفطري.
ويتفق علماء النفس على أهمية النباتات في تحسين الحالة النفسية للإنسان ويشير اريك سادوار أن النباتات تجعلنا سعداء وتمنح شعوراً بالراحة النفسية والاسترخاء وهدوء الاعصاب.
ووفق دراسة جديدة نشرتها مجلة البيئة السيكولوجية فان الاحتفاظ بالنباتات في مكان العمل يزيد من درجة الانتباه لدى الفرد. والتعرض للبيئة الطبيعية يمكن أن يساعد المرء على الاسترخاء.
كما أن الاهتمام بالحديقة هو نشاط جسدي ممتع يساعد على حرق السعرات الحرارية ويقلل من الارق. كما يمكن للمرء أن ينتج محصولا زراعيا صحيا من الفواكه والخضراوات العضوية الطازجة في منزله.