الدوحة تحتضن أول مركز مقاصة للعملة الصينية بالمنطقة
جي بي سي نيوز - دشن رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطري الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، اليوم الثلاثاء، بالعاصمة الدوحة أول مركز مقاصة للعملة الصينية "الرمينبي" بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في خطوة تاريخية تهدف إلى تعزيز حجم التجارة والاستثمارات وتسهيل العمليات المالية بين قطر والصين من جهة، وبين المنطقة وباقي دول جنوب غرب آسيا من جهة أخرى.
وقال محافظ مصرف قطر المركزي، الشيخ عبد الله بن سعود آل ثاني، إن افتتاح مركز تسوية العملة الصينية بالدوحة يشكل منعطفا هاما في العلاقات الاقتصادية والتجارية التي تربط البلدين الصديقين.
وأضاف الشيخ عبد الله بن سعود، في كلمة بحفل الافتتاح، أن المركز سيقوم بتسهيل أعمال التجارة بين الصين ودول المنطقة، وتشجيع الاستثمار باليوان الصيني، مؤكدا أن هذه الخطوة تندرج في سياق الجهود التي تبذلها بكين كي تتبوأ عملتها المكانة التي تستحقها في نظام النقد العالمي.
آفاق تجارية
وأشار محافظ المركزي القطري إلى أن الدوحة وبكين وقعتا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اتفاقية لإنشاء خط ثنائي الاتجاه لمبادلة العملة بقيمة 35 مليار يوان صيني على مدى ثلاث سنوات، ومذكرة تفاهم تهدف إلى تشجيع البنوك الإسلامية القطرية على دخول السوق الصينية، علاوة على منح دولة قطر حصة ثلاثين مليار يوان للاستثمار بأسواق الأسهم الصينية.
من جهته، أكد رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي للبنك التجاري والصناعي الصيني جيانغ جيانكينغ أن إطلاق هذا المركز سيفتح آفاقا لفرص تجارية أكبر بين قطر والمنطقة والصين، وسيسهم في توسيع التعامل بعملة "الرمينبي" عبر السماح بتنفيذ عمليات التسوية التجارية بشكل مباشر بالعملة الصينية دونما حاجة إلى عملات عالمية وسيطة.
وعبر جيانكينغ عن أمله في أن يضطلع البنك التجاري والصناعي الصيني بدوره كجسر لتسهيل التجارة والخدمات المالية، والمساهمة في دعم مسارات التنمية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
خطوة تاريخية
بدوره، وصف السفير الصيني بالدوحة غاو يوزهن إطلاق المركز الجديد بالحدث التاريخي الذي سيدعم العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين بكين والدوحة، وباقي عواصم دول المنطقة الأخرى.
وقال يوزهن، في تصريح للجزيرة نت، إن حجم أعمال هذا المركز سيتوسع مستقبلا، في وقت يتزايد فيه حجم التداول بعملة "الرمينبي" على الصعيد العالمي.
بداية مهمة
من جانبه، أكد المستشار الاقتصادي بالديوان الأميري بقطر الدكتور إبراهيم الإبراهيم، في تصريح للجزيرة نت، أن إطلاق مركز تسوية العملة الصينية بالدوحة يعتبر بداية مهمة جدا لدولة قطر التي تخط طريقها نحو تنويع قاعدة الاقتصاد.
وتوقع د. الإبراهيم، في تصريح للجزيرة نت، أن يشكل المركز دفعة قوية للخدمات المالية بالمنطقة كلها، بالنظر إلى كون "الرمينبي" ستصبح عملة عالمية إلى جانب اليورو والدولار وغيرهما.
وعبر عن أمله في أن يلعب هذا المركز دورا كبيرا في تنشيط التجارة والاستثمار بين قطر ودول المنطقة والصين.
وللتدليل على تزايد نفوذ العملة الصينية بالأسواق العالمية، أوضح مدير عولمة "الرمينبي" ببنك "إتش إس بي سي" بقوله إن "الرمينبي" بات تاسع أكثر عملة تداولا بحجم يصل إلى 120 مليار دولار في اليوم، وخامس أكبر عملة من حيث المدفوعات العالمية، وثاني أكثر عملة مستخدمة في تمويل التبادلات التجارية.
وأشار أنغس تسانغ خلال فعاليات الافتتاح إلى أن "الرمينبي" يتجه ليصبح عملة عالمية واسعة الانتشار بدعم من تأسيس مراكز مقاصة في أكثر من دولة.
أما مدير الاستثمارات المحلية الدولية ببنك قطر الدولي الإسلامي، محمد غياث شيخة، فأكد للجزيرة نت، أن المركز سيقلص من حجم المخاطر لدى التجار بسبب تغيرات صرف العملات الوسيطة، وينظم العلاقات التجارية والمالية، ويفتح الأبواب أمام الاستثمار بالسوق الصينية، فضلا عن دوره في تحويل الأموال بطرق قانونية وسليمة.
وقد شهد الحفل توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية بين كل من بنك قطر الدولي الإسلامي وبنك قطر الوطني وشركة "ساوث ويست سيكيوريتيز ليمتد" بهدف تأسيس شركة لتوفير وتطوير فرص التمويل والاستثمار المتوافق مع الشريعة الإسلامية بالصين.
وقال الرئيس التنفيذي لـ"الدولي الإسلامي" عبد الباسط الشيبي، للجزيرة نت، إن هذه المذكرة ستؤسس لإطلاق فرص للتمويل الإسلامي في ثاني أكبر اقتصاد عالمي، وإتاحة الفرصة للبنوك القطرية لولوج السوق الصينية، مشيرا إلى أن افتتاح المركز سيساعد على تسويق العملة الصينية بالمنطقة.
يُشار إلى أن دولة قطر ترتبط بعلاقة تجارية ضخمة مع الصين حيث بلغ حجم التبادل التجارية بينهما نحو11.5 مليار دولار في الوقت الحالي.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews