أداء أفضل ولكن

المستوى الجيد الذي ظهر عليه المنتخب الوطني لكرة القدم لاسيما في الشوط الاول امام مضيفه السعودي، في لقاء ودي جمعهما اول من أمس في الدمام، يعطي انطباعا بأن "النشامى" يمكن أن يستعيد عافيته حتى بوجود مدرب محلي، يملك رغبة صادقة في قيادة منتخب بلاده في الطريق الصحيح.

مقارنة بما قدمه النشامى في اللقاء الودي السابق امام سورية في عمان وحتى مباريات ودية اخرى سبقت المشاركة بكأس آسيا في استراليا، يمكن القول أن النشامى كان مقنعا إلى حد ما ولم تكن النتيجة عادلة مطلقا، بل كان يستحق الفوز وليس التعادل فحسب، لكن انتهت المباراة الودية وتأكد بقاء المنتخب الوطني في المستوى الثاني عند صدور التصنيف الجديد في وقت لاحق من الشهر الحالي.

مشكلة منتخبنا الوطني منذ أن ترك عدنان حمد منصبه تتمحور في غياب الاستقرار على التشكيلة. بالطبع التغيير مطلوب والتجديد امر لا بد منه والبقاء للافضل. لا خلاف على ذلك، ولكن من غير المعقول أن يلعب النشامى كل مباراة رسمية او ودية بتشكيلة مختلفة عن الاخرى. غاب الاستقرار فغاب الانسجام بين اللاعبين، ولذلك لاحظنا كيف أن معظم التمريرات تقطع من قبل الفريق الخصم نتيجة غياب القراءة من قبل اللاعب الأردني لزميله.

مع ذلك تبدو الصورة مبشرة الى حد لا بأس به، في حال نجح احمد عبدالقادر في قراءة اوراق المنتخب بشكل افضل.. يجب أن يحظى المنتخب باستقرار تدريبي وآخر على صعيد التشكيلة، كما يجب على اللاعبين أن يكونوا جديين اكثر فأكثر، لاسيما المحترفون منهم في الخارج الذين لم يقدم كثير منهم افضل ما عنده.

النقطة الاخرى التي تستوجب التوقف عندها تتمثل في سلوكيات اللاعبين وردة فعلهم تجاه حكم المباراة، سواء عند احتساب ركلة الجزاء المثيرة للجدل او بعد انتهاء المباراة، لأن ردة الفعل بهذا الشكل لا مبرر لها حتى وإن اخطأ الحكم في قراره، لأن اي تصرف يخرج عن حدود القانون يعاقب عليه اللاعب، ولذلك لا يجوز أن نخسر مرتين، وهذا امر يدعو إلى معالجة ذكية من قبل الجهازين الفني والاداري، لأن صورة الاحتجاج على الحكم القطري والاشتباك مع الأمن السعودي لا تليق بمنتخب محترم مثل "النشامى" له تقديره واحترامه في الخارج قبل الداخل، ولا يجوز تبرير تصرف اللاعبين تحت اي عنوان من الاعتراض على قرار الحكم.

عموما... الحالة التي يعيشها منتخب النشامى يمكن وصفها بمرحلة الجزر الكروي التي باتت تنذر بالخطر، ولا بد من العودة إلى حالة المد قبل فوات الاوان وقبل أن يعود الفريق إلى مرحلة "حقل التجارب" التي عفا عليها الزمن.الغد