شوارع لندن.. مئات يعزفون وآلاف على قوائم الانتظار
جي بي سي نيوز - لا تخطئ عين الزائر أو المقيم في العاصمة البريطانية لندن مشاهدة أشخاص يقفون على جوانب الطرق أو في بعض ممرات محطات قطارات الأنفاق يعزفون فرادى على آلاتهم الموسيقية، ويضعون صناديق صغيرة أمامهم كي يجود عليهم المارة ببعض العملات المعدنية.
هذه الطريقة يعتبرها البعض تسولا وإن كان بأسلوب مختلف، ويرى فيها آخرون خدمة فنية للمارة في الطرقات يدفعون مقابلها طوعا، هذا فضلا عن نشر الألحان في أجواء المدينة.
ولا يقتصر وجود هؤلاء العازفين على الأماكن السياحية كما في كثير من العواصم العالمية، ولكنهم منتشرون أيضا في ضواحي لندن وأزقتها المختلفة.
ويقدر عدد العازفين المنتشرين في محطات قطارات أنفاق لندن فقط بـ350 عازفا، كما أن هذا النشاط لا يقتصر على الرجال دون النساء أو الكبار دون الصغار ولكنه يشمل كل الأعمار تقريبا. ولا يعرف تاريخ محدد لبدء هذه الظاهرة، إذ يعتقد البعض أن ظهورها قديم جدا ويرجع إلى تأسيس المدن والبلدات المختلفة.
خرائط ومسابقات
وقبل أيام قليلة أطلقت السلطات المحلية في لندن موقعا خاصة لعازفي الشوارع، ملحقا به خريطة إلكترونية توضح مواقع انتشار العازفين ودليل الراغبين في العزف في الشوارع يشرح ضوابط هذا النشاط. بالإضافة إلى مسابقة للفتيان العازفين البالغين من العمر ما بين 11 و15 عاما.
وتعد هذه الخطوة محاولة من السلطات المحلية لتنظيم هذه الظاهرة، وهو أمر ليس بالجديد لكنه يأتي هذه المرة في محاولة للاستفادة منها بعد أن شهدت الفترة الماضية محاولات ضبط لها عبر إعطاء رخص للراغبين في العزف وتحديد مواقعهم.
وتمثل هذه الطريقة وسيلة لبعض العازفين للترويج لأنفسهم، حيث يقف إدين بيلي مثلا في محطة ليستر سكوير وهو يعزف على غيتاره وأمامه علبة بطاقات شخصية أنيقة يلتقطها من أراد أن يتواصل معه من المارة ليدعوه إلى حفل أو مناسبة خاصة.
ويقول بيلي إنه اتجه إلى هذا الأسلوب ليستطيع أن يجد جمهورا متنوعا يتفاعل مع عزفه وأغانيه، وبذلك يحقق ذاته ويكسب بعض المال.
وعن الصعوبات التي تواجهه، قال إنه ظل على قوائم الانتظار لمدة خمس سنوات كي يحصل على رخصة رسمية من السلطات المحلية للعزف في الشارع حتى حصل عليها في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، مضيفا أن هناك نحو أربعة آلاف شخص لا يزالون على قوائم الانتظار.
أما جيم الذي يعزف على الطبلة في محطة بيكاديلي سيركس لقطارات الأنفاق وسط لندن، فإنه تخرج من قسم العلوم السياسية وكان دائما يهوى الموسيقى، مضيفا أن هذه الظاهرة ارتبطت في أذهان كثيرين بالمشردين الذين يفترشون الشوارع.
ويرى أن هذه فكرة غير صحيحة لأنه يرى أنه يقدم فنا راقيا ضمن أنشطة فنية أخرى يقوم بها، كالعزف في بعض المقاهي وتدريب بعض العازفين الجدد.
إحدى المارات، واسمها كيت، تقول إنها ترى أن هؤلاء العازفين يضفون جوا من البهجة على الطرق ومحطات قطارات الأنفاق. فلندن مدينة مترامية الأطراف وهناك ملايين من البشر يقضون وقتا طويلا داخل وسائل المواصلات في طريق الذهاب والإياب من أعمالهم اليومية، وبالتالي يمثل سماعهم موسيقى حية وأغاني أثناء سيرهم من مكان لآخر، ظاهرة جيدة تخفف من أجواء ضغوط العمل والحياة التي يمرّ بها كثيرون.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews