السيجار صناعة جديدة تشق طريقها في سورية بخضم الحرب
جي بي سي نيوز - في إحدى صالات المؤسسة العامة للتبغ في وسط مدينة اللاذقية في غرب سورية، ينهمك عمال في لف اوراق التبغ تمهيدا لانتاج كميات من السيجار، في صناعة جديدة بدأت تشق طريقها رغم الحرب المدمرة التي تعصف بالبلاد.
وأعلن المدير العام للمؤسسة ناصر عبدالله في نهاية شباط (فبراير) ان هذه المبادرة ستسمح بخلق ألف فرصة عمل في البلاد التي اودى النزاع المستمر فيها منذ اربع سنوات بحياة أكثر من 215 ألف شخص، ودفع الاقتصاد الى وضع مزر.
ويوضح معاون المدير سلمان العباس لوكالة فرانس برس ان “الشركة ستطرح منتجاتها في السوق الداخلي وستحاول تصديرها إلى الدول الصديقة”.
وتروي ام علي وهي عاملة خمسينية يغطي منديل ابيض رأسها، ان الامر لم يكن سهلا، وقد تطلب منها اتقان فن لف السيجار ثلاثة اعوام كاملة.
وتقول لفرانس برس “في بداية الامر لم تكن لدي أدنى فكرة عما هو السيجار”، مشيرة إلى ان مهندس الميكانيك حسام محمود خاطبها يوما قائلا “انتن النساء ماهرات في لف ورق العنب المحشي، حاولي اذن لف سيجار”.
وتقول انها استعانت بالإنترنت لتحسين عملها. “شاهدت مقاطع فيديو حول طريقة صنع السيجار في كوبا وشرح لي المهندس طريقة جمع اوراق التبغ”.
وتضيف وهي تنفخ في سيجار من انتاج المصنع انه “سوري مائة في المائة”، مضيفة “له مذاق التبغ السوري ومصنع بايدي عمال سوريين”.
وتضيف “العام 2015 هو الاجمل في حياتي لاننا أعلنا خلاله بدء انتاج السيجار” السوري.
وتعمل 130 عاملة وستة رجال على فرز اوراق التبغ البنية النضرة وتكديسها ولفها.
ويتراوح الانتاج اليومي بين 400 الى 500 سيجار حاليا، يجري توزيع جزء منه على عدد من الشخصيات لتذوق نكهته والتحقق من نوعيته.
وتقول ام علي انها تلف نحو خمسين سيجارا في اليوم، بعدما كان انتاجها في المرحلة الأولى يتراوح من خمسة إلى عشرة فقط.
ويوضح حسام محمود ان الهدف من اطلاق هذه الصناعة “هو مواجهة الحصار المفروض عبر تصنيع منتج جديد يدعم اقتصاد البلد، بالاضافة الى تشغيل اليد العاملة”.
ويعرب العباس عن فخره بجودة “السيجار السوري”، مؤكدا انه سينافس العلامات التجارية الأكثر شهرة وحتى الكوبية منها.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews