علي نجم: أنا مذيع من سيديرون البلد خلال الأعوام العشرين المقبلة

جي بي سي نيوز - علي نجم المذيع الأكثر حضوراً على مستوى الشباب في الكويت. برز اسمه الإعلامي إذاعياً منذ سنوات استطاع خلالها أن يرتقي إلى نخبة نجوم المايكروفون حيث حظي بمتابعة يومية عالية لشخصيته الجذابة وأسلوبه السلس وإدارته الحوار بطريقة شيقة، وتمكن بذكاء من أن يختار ضيوفه ويدير معهم دفة الحوار الذي ينتظره الجمهور بشغف ليتضح الفرق ويتقدم بخطوات على أبناء جيله من الإعلاميين الشباب عبر برامجه... اقترن اسمه ببرنامج «ريفريش» الذي أحدث طفرة نوعية، إذ قدمه بأفكار مميزة وخلاقة... علي نجم الذي دخل القفص الذهبي حديثاً معلناً الخبر رغم كثرة المعجبات اللواتي يتابعنه بشغف، التقته «لها» في حوار تحدّث فيه عن الإعلام وحياته الخاصة وجمهوره.

- لنبدأ من سر نجاح «ريفريش» المستمر منذ سنوات وبالإيقاع نفسه؟
من وجهة نظري، البرنامج يمثل تحدياً في إدارته، لا سيما أنه يُبث ساعتين بشكل يومي من الخامسة إلى السابعة مساء بعد تعديل توقيته، خصوصاً أنه تلقّى ردود أفعال واسعة. والبرنامج بدأ منذ ما يقارب الـ7 سنوات ونحاول كل فترة إحداث تغيير بشكل غير مربك، لأن المستمع يحب الروتين والتغيير الكبير يزعجه.
لكن إذا لم يحدث تطوير، فإن هذا أيضاً أمر يزعجه. لذا من الصعوبة بمكان المحافظة على نجاح برنامج باستمرار، ونحاول بين حين وآخر إعطاءه دفعة جديدة، وإدارة المحطة تطلب كل 4 شهور خطة جديدة للبرنامج، وبعد بحث وتفكير أقدّم تصوراتي التي دائماً ما تتفق ورؤية المحطة.
وفي رأيي، أن سر النجاح يكمن في عفويتنا مع الناس، إذ كسرنا حاجز الرسمية... وإن كان البعض يرى أن ذلك ينقص من «برستيج» المذيع، إلا انني لا أرى ذلك وأجد أن روح الأخوّة والمحبة هي التي تصنع الفرق.
أضف إلى ذلك وجود زينب معي تشاركني التقديم كصوت نسائي بسيط جاذب بالدلع بعيداً من التكلف فيشعر المستمع وكأنها شقيقته. كما أن التواصل بيننا بطريقة عفوية ينعكس على روح البرنامج ويحقق له الاستمرارية وليس النجاح، لأن النجاح تقويمكم انتم كصحافة وبالتالي تقويم الجمهور.

- كيف يتم إعداد البرنامج؟
بالتشاور مع زينب حول مستجدات الساحة، وأعتمد على متابعة العديد من الحسابات الهامة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي لتشكل لنا مادة يومية، وأخيراً طرحنا موضوع إلغاء «الانستغرام» للحسابات الوهمية عند الفنانين، وكيف أن غالبية النجوم فقدوا عدداً كبيراً من أرقام المتابعين وبالآلاف ونُعتبر أول من طرح هذه القضية.
إعداد المادة صعب وطريقة إخراجها أصعب، إذ إن مهمتنا الشاقة تكمن في الإمساك بالمستمع ومرافقته على الهواء طيلة ساعتين من دون أن يملّ منا، أو يغيّر مؤشر المحطة.

- وماذا عن اختيار الضيوف؟
نتساءل دائماً: من هو الضيف الذي يثير انتباه الناس؟ أو بمعنى أدق يلفت الجميع ليتحدثوا عنه؟ أستطيع أن أستقطب أكبر عدد من النجوم ولكنني أطبّق مقولة «ليس كل مشهور ناجحاً». هناك أناس مشهورون على سذاجة وسخافة ولن يضيفوا شيئاً إلى برنامجي.
فمن يستأهل ويستحق ويضيف إلى البرنامج هو فقط الذي يظهر معنا في «ريفريش». كما أن هناك أصدقاء للبرنامج مثل النجوم طارق العلي وحسن البلام وعبدالعزيز الويس.

- كيف تقبّلت دخول زينب معك في البرنامج لتقاسمك النجاح؟
الكثير من الناس لا يعرفون أن زينب كانت تلميذتي في دورة أساسيات التقديم الإذاعي، وعندما جاءت الى «مارينا أف. ام» كان لديها مشروع تخرج في كلية الآداب- قسم إعلام حول برنامج «ريفريش»، وطلب منها الدكتور عمل تقرير عن الحلقات التي أقدّمها، وحينها قلت لها إذا حصلت على امتياز في هذه المادة لك مني هدية، وبالفعل حصلت على تقدير امتياز وقدّمت لها هدية عبارة عن مقعد في دورة أساسيات التقديم الإذاعي من دون أية رسوم.
وشاءت الأقدار أن تتفوق وتصبح الأولى في الدورة، وطلبت منها أن تنضم إلينا في البرنامج كمعدّة، وبعد فترة أثبتت نفسها من ثم طلبت منها أن تسجل لي فقرتين يومياً بشكل مختلف واكتشفت أنها قادرة على التحدي. وعندما وصلنا إلى رمضان، أسندت اليها مهمة إعداد البرنامج كاملاً، وأنا كمذيع أحتاج إلى شخص يساندني.
صحيح أن المذيع يستطيع أن يقدّم كل شيء وهو أمر إيجابي، ولكنه أيضاً قد يصل إلى مرحلة من التشتت والاستنزاف. وعندما نجحت في هذا التحدي، طلبت من الإدارة أن تشاركني زينب التقديم يوماً في الأسبوع هو يوم أربعاء لمدة عام كامل، وبدأ الجمهور يتقبّل صوتها.
وعقب نجاحنا في برنامج «منيو» خلال رمضان المنقضي، شرعت في الظهور معي في «ريفريش» بشكل يومي لمدة شهر كامل إلى أن أثبتت وجودها كمذيعة مساندة جميلة راقية وذكية.

- أنت من أنشط الوجوه الاعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كنت وما زلت وسأظل أحب «تويتر» لأنني أجد أنه وسيلة تواصل سريعة. فما أكتبه، أستطيع أن أحصد الردود عليه سريعاً، وأتابع الأربعاء «الانستغرام» وأشعر أنه «شات» كبير لا أستطيع التأقلم معه، بينما وصلت إلى ربع مليون متابع في «تويتر»، فهناك أنا علي نجم الشخص وليس المذيع، أتحدث في كل شيء وعن أي شيء وأحب أن أقدم إضافة إلى كل من يتابعني.

- هناك من يخلط بين شخصيته كمذيع وكإنسان، ماذا عنك؟
أنا نفسي لا أتغيّر، لأنني ضد التصنّع والكثير من المستمعين يلاحظون هذا الأمر وأن نبرة صوتي واحدة لا تتغير، ولكن هذا لا يعني أنك تعرف كل شيء عني على الهواء، وتفكيري وآرائي العامة أتحدث بها على الهواء، وأعلم أن الجمهور لديه فضول ليعرف كل شيء عني، إلا أن على المذيع عدم البوح بكل شيء دفعة واحدة حتى لا يملّه الجمهور.
وأعتقد أن هناك صعوبة كبيرة في الفصل بين الحياة الخاصة وتلك العملية، إذ على الإعلامي أن ينأى بحياته ومشكلاتها وما فيها من أحداث بعيداً من المايكرفون. ورغم أن على المذيع إدخال البهجة إلى نفوس المستمعين، إلا أن في حقيقة الأمر هناك ما يؤلمه.

- هل أنت رومانسي؟
لست رومانسياً بدرجة كبيرة ولكنني حساس جداً، كل شيء حولي أنتبه إليه، وأعلّق على ما أريده وأتجاهل الباقي، وحساسيتي تؤثر فيّ سلباً إذ تجعلني عصبياً و«زعولا»ً زيادة عن اللزوم، وأحبّ زيادة عن اللزوم أيضاً.

- هل يعني ذلك انك تزوجت عن حب أم كان زواجاً تقليدياً؟
هذا أعتبره من الأسئلة التي إن أجبت عليها فسأُطلع الجمهور على جانب شخصي من حياتي. وبشكل عام إذا وجد الحب والاحترام، فإن الحياة ستسير إلى ما شاء الله .

- هل على الاعلامي أن يكون متحرراً؟
كل إنسان يعبر عن بيئته وتربيته وتفكيره وما يدور حوله، فالتحرر لا يعني التعدي على حرية الآخرين. والتحرر الفكري بالأسلوب وباختيار الكلمات وغيرها أقف على الحياد منه لأن هناك من يستخدمه لطرح قضايا مميزة، وآخرون يستخدمونه بأسلوب غير رشيد.
وليس لكوني إعلامياً عليّ أن أقبل بكل شيء. فالمجال الإعلامي يزخر بالعديد من الأشخاص الجيدين المحافظين الذين جاؤوا من بيوت محافظة. أتمنى ألا تعمّم نظرة التحرّر على الوسط الإعلامي برمّته لأن الجمهور لو شاهد كيف نعيش فسيدرك أن ليس هناك فرق واحد بيننا جميعاً.

- يقال زنك تعالج مسائل جزئية؟
إذا كان الحب خطاً أحمر، امنعوا عنا الأحاسيس، خصوصاً ان هناك من يقول إنني أشجّع الحب بين الفتاة والشاب، وردّي أن القلب إذا أحب فلن تكون أمامه خطوط حمراء.
وأنا أتحدث عن الحب وأتوجّه الى مستمع واعٍ ومثقف وليس مراهقاً، ومن العيب أن أتعامل معه كقاصر وأنصحه بأمور بديهية، لأنني بذلك أنتقص من تفكيره واحترامه لذاته...

- إلى أي مدى تلمس وجود فجوة بين الجيلين من المستمعين؟
أنا ابن بيئتي، علاقتي مع أبي رحمة الله عليه ووالدتي قوية وقريبة. ونظراً إلى عدم وجود حواجز بيننا عرفت كيف أتعامل مع الكبار. ولطالما سهّل علي ذلك مهمتي في الحياة والعمل ولمست ردود فعل كبيرة، خصوصاً في فقرة «الأغلبية الصامتة».
وفي النهاية، المذيع يجتهد قدر المستطاع حتى وإن وصف بأنه مذيع المراهقين مثلما يدّعي البعض عليّ. لذا أقول إن للمراهقين قلباً وإحساساً وفكراً وهم جيل المستقبل القادم الذي نعوّل عليه الكثير، وإن كنت مذيعهم فإنني مذيع من سيديرون البلد خلال العشرين عاماً المقبلة، وإن كنت تريدني أن أخاطبهم بشكل جيد أو سيئ، فكّر مليون مرة.
وإن وجدت خلال زيارة لأسرتك أن والدتك أو أختك وصلها مقطع من فقرة «الأغلبية الصامتة» فذلك نتاج محاولاتي مخاطبة الجميع، وإرضاء الناس غاية لا تدرك ولكنني اجتهد في هذا الجانب.

- لاحظ الجمهور أنك تأثرت كثيراً برحيل والدك؟
لأنه كان إنساناً متسامحاً وهادئاً وكان مثلنا الأعلى جميعاً في المنزل، ودائماً يقول لي قدم اختياراتك كلها لأنك لست طفلاً، وإذا أقدمت على شيء خطأ فعليك أن تتحمل النتيجة كاملة.
علّمني أن أكون إنساناً عملياً أجتهد وأتعرف إلى الناس وأكوّن صداقات وسمعة جيدة وأن أضع والدتي في عينيّ، فرضاها من رضا رب العالمين.

- كيف تمضي وقتك بعيداً من الإعلام؟
أحب الكتابة ومشاهدة كل جديد في السينما وأبتعد عن الهاتف النقال وزحمة الاتصالات، وأنا في المنزل أتابع وسائل التواصل الاجتماعي بكل تفاصيلها وأحب زيارات الأهل ولقاء الأصدقاء.

- إلى أي مدى تحرجك المعجبات، خصوصاً بعد الزواج؟
هذا ما كنت أخشاه حقيقة وكنت دائماً وأبداً ولله الحمد أؤكد أن المجتمع الكويتي راقٍ وأثبتُّ نظريتي فعلاً، فإذا شاهدوا رجلاً وزوجته يحترمون عزلته ويبتعدون عنه، ونخرج أنا وزوجتي إلى أكبر مجمعات الكويت في أوقات الذروة ولم نتعرض لأي موقف حرج، وكان الجمهور يشاهدنا ونتبادل الابتسامات، وهناك من طلب صورة تذكارية بكل أدب واحترام وأيضاً بعد استئذان زوجتي وهي لله الحمد تتفهم هذا الجانب.

- ألم تفكر بالتقديم التلفزيوني؟
إذا أقدمت على هذه الخطوة فسيكون ذلك من بوابة برامج الهواة. لكن أن أقدم برنامجاً متابعاً محلياً ففكرة لا تستهويني، لأن «المارينا» متابعة محلية وخليجية وعربية، لذا إن أقدمت على التلفزيون فسيكون هذا من خلال تجربة توازي حجم «المحطة»، ولكن بعد التنسيق معها لأعود إلى بيتي لأنني لن أتركها.

- كيف يطوّر المذيع نفسه ليواكب المستجدات؟
يجب أن يقرأ ويطّلع ويتابع كل شيء من أمور فنية واجتماعية وحياتية ليجدد نفسه يوماً بعد يوم ويستمع إلى من حوله ويسمع نفسه ليقوّم ذاته ويطوّرها. على المذيع أن يستمع إلى الجميع بأذن محايدة وألا يدافع عن نفسه.

- من الذي تستمع إلى رأيه بك؟
نواف النجادة مدير العمليات في «المارينا»، وطلال الملك مذيع برنامج «نغم الصباح» وحمد صديقي وأمي وزوجتي... هؤلاء أعتمد عليهم لأنهم لا يجاملونني ولايوجّهون إليّ أصابع الاتهام في حال أخطأت.

أحلامك؟
أن أرى أبنائي وأربّيهم وأشاهدهم في أعلى المراكز وأتمنى أن أكون أول مذيع عربي وخليجي وكويتي يقف على مسرح الأوسكار وأصبح الإعلامي الكويتي الذي يحقق أعلى درجات النجاح وأن أكون مثالاً جيداً للإعلام الكويتي وأن يذكرني الناس دائماً كما يذكرون الإعلامي القدير محمد الويس، وأن أكون إنساناً أترك جميلاً لبلدي.