الدروس في الهواء الطلق تجعل الطالب أكثر حبا للعلم
جي بي سي نيوز - ينتظر الطالب تيسير عون قدوم فصلي الربيع والصيف بفارغ الصبر، وبخاصة بعد أن وعدتهم مدرّسة العلوم في الصف بإعطائهم درسا في الهواء الطلق.
ويشير تيسير (12 عاما) إلى أن تركيزه يكون في أعلى درجة عندما يتلقى الدرس في ساحة المدرسة، مضيفا "فهي تبعدنا عن الغرف الصفية المغلقة وتمنحنا مزيدا من الراحة ونحن نتلقى المعلومة تحت أشعة الشمس والهواء العليل".
وتؤكد مدرسة مادة العلوم علياء خصاونة، أنها كثيرا ما تعطي طلبتها دروسا في فصلي الربيع والصيف في حديقة المدرسة؛ إذ تعطيها بشكل غير تقليدي وخصوصا في وحدات متخصصة في علوم الأرض، فهي تقوم بشرح المادة عن طريق لمس التراب والبحث عن تركيبة الأرض أو النبتة وتركيب الشجر.
وتبين أن تفاعل الطلاب يكون أكبر، وتجدهم جميعا آذانا صاغية لها، ومحبين لما يدرس بشكل أكبر، منوهة إلى أن علاقتها بالطلاب بعد تلك الحصص تختلف وتتطور بشكل أفضل.
وتشير نتائج دراسة أجريت على 333 طالبا في تايوان إلى أن الطلاب الذين يقضون فترات أثناء الدراسة أو الراحة بين الدروس في الملعب لأكثر من 80 دقيقة في الهواء الطلق يوميا أقل عرضة بكثير للإصابة بمرض قصر النظر، مقارنة بطلاب المدارس الذين لا يقضون فترات الراحة في الهواء الطلق.
ونتيجة لذلك، أوصت إدارة المدرسة الحديثة للتعليم الحر بإضافة فترات راحة متكررة وأنشطة في الهواء الطلق في جداول الدراسة اليومية للمساعدة على حماية العين وتنمية الرؤية لدى الأطفال.
المرشدة النفسية في إحدى المدارس رانيا أبو الرب، تبين أن من الأهداف الأساسية للتعليم في الهواء الطلق؛ تعليم الطلبة كيفية التغلب على التحديات، واكتساب مهارات حل المشكلات، وتطوير الشخصية والتفاعل الاجتماعي، وتطوير علاقة عميقة مع الطبيعة، وتعلم مهارات العيش والتعايش، وتنمية العمل الجماعي، وتنمية مهارات القيادة والاتصال، وفهم العلاقات بين الطبيعة والبشر.
أما على الصعيد التربوي، فتشير التربوية أمل العلمي بورشيك إلى أهمية خروج الطلبة إلى ساحة المدرسة مرات عدة خلال اليوم من خلال الطابور الصباحي والاستراحة وحصة الرياضة، ولا ضير أيضا من أخذ حصص علمية في الهواء الطلق أو الفن، مؤكدة أن تقوقع الطالب في الغرفة الصفية طوال اليوم "أمر غير تربوي".
وتتابع "خروج الطلبة إلى الساحة المدرسية له دور مهم في الجوانب التربوية، الصحية، النفسية، الانفعالية والجسدية"، لافتة إلى "أن من حق الطالب تفريغ طاقاته بحيث يتصرف الطفل بتلقائية وعفوية بعيدا عن القوانين الصفية والواجبات".
وتؤكد بورشيك أن خروج الطفل إلى الساحة المدرسية والتعلم في الهواء الطلق يساعده على تحسين وتعديل السلوك التربوي له، من خلال ملاحظة ردود أفعاله تجاه ما يواجهه في الساحة، وانفتاحه وكثرة تركيزة على المادة عندما تخرج عن الملل والروتين.
وأهم طرق التعليم التي ترسخ في ذهن الطفل، وفق بورشيك، ذلك الذي يكون في الساحة المدرسية؛ حيث يتعلم الطالب أمورا لا يمكن تعلمها داخل الصف، فيتعرف على الأشكال والأحجام، وترسخ الفكرة في رأسه بصورة مرحة ومسلية تجعله يتذكرها دائما، وهذا يطبق على الطلاب الأكبر عمرا، فما يحدث من طرق شرح والتعاطي بين الطالب والمدرس في الهواء الطلق بكل تأكيد مختلف عما يحدث داخل الصف، ما يجعل الدراسة أكثر متعة.
ومن وجهة نظر علم النفس، يؤكد الاستشاري النفسي د. محمد الحباشنة، أن خروج الطلبة وإخضاعهم للتدريس في الهواء الطلق إما في ساحة المدرسة أو في حديقة عامة كنشاط غير منهجي أمر ضروري ومهم جدا لبناء شخصية اجتماعية نفسية سوية للطالب.
وطريقة التدريس هذه، كما يقول، تكشف عن أسلوب تعامل الطالب مع زملائه، الأمر الذي لا يمكن كشفه داخل الغرفة الصفية، وكيفية تعامله مع ما حوله بشكل عام، وتوسيع مداركه بعدم تقييده بين جدران وتركيزه على لوح المدرسة وخوفه من أن يحدث أي صوت حتى وإن كان تغيير جلسته كي لا يأخذ أي تنبيه من مدرسه.
ويؤكد أن تلقي الحصص في الهواء الطلق، يساعد على تقريب المدرس من الطلاب، ويغير في طرح الرسالة المقدمة من تلقين إلى عمل تجريبي أو فهم واستيعاب أكثر من أن يكون حفظا، ما يغير أيضا في نفسية الطالب والمدرس، فيصبح المدرس أكثر عطاء، والطالب أكثر حبا للعلم.
ومن ناحية صحية، يؤكد اختصاصي الطب العام د. مخلص مزاهرة، أن البقاء داخل المنزل أو المدرسة لأوقات طويلة جدا وقلة الحركة في الهواء الطلق، ومن ثم قلة التعرض لضوء الشمس، كلها أمور تسبب الشعور بالتعب والإرهاق والإصابة بالأمراض، خصوصا في المدرسة مع وجود أعداد كبيرة من الطلاب في بعض المدارس والصفوف وما يعني انتشار الكثير من الفيروسات وانتقال العدوى ونقصا في الأكسجين.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews