آسيا .. بطولة التراث والثقافة والفنون

تعرف الأسرة الدولية الدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة الإماراتية من القيادة الرشيدة، ويشكّل هذا الدعم اللامحدود أهم عوامل نجاح استضافة الأحداث الرياضية، وقد شهدت اللجان التنظيمية الدولية على أن الإمارات عندما تستضيف حدثاً رياضياً توليه الاهتمام الكافي الذي يوفر له أسباب التميز كلها، فضلاً عن وجود مؤسسات وطنية تساهم في الشراكة والرعاية من أجل دعم البطولات بجميع أنواعها.
لدينا شباب فطنون يتمتعون بمؤهلات العمل التطوعي ومتحمسون لإنجاح أي حدث رياضي أو اقتصادي أو اجتماعي يقام تحت اسم الإمارات، وهؤلاء الشباب من الجنسين قدموا أعمالاً رائعة خلال البطولات الدولية أبهرت الزائرين والمشاركين والمتابعين، وكان يقودهم إلى العطاء حسّهم الوطني وحرصهم على أن تبقى بلادهم متميزة في كل عمل تقوم به.
الجاليات التي تقيم في الدولة تعيش أبهى أيام حياتها بسبب الحرية والأمان وتوافر أسباب العيش الرغيد وفرص العمل والحياة الهادئة والتعايش بين مختلف الثقافات والعادات والتقاليد، وعدم وجود قيود غير مشروعة.
النهضة العمرانية التي تعيشها دولة الإمارات العربية المتحدة جعلتها قِبلة الزائرين والسائحين والمبدعين في الفن والثقافة والرياضة والعلوم وغيرها من الأمور، لذا فإن أي حدث قاري أو دولي تنظمه يحظى بإقبال جماهيري كبير.
من الصعب حصر الصورة البهية للإمارات بمقال محدود، لكن ما أريد الإشارة إليه هو وجود التنوع في الجاليات، لذا فإن أي منتخب سيتأهل إلى نهائيات آسيا 2019 لن يكون غريباً في عاصمة الكرة الآسيوية، بل سيجد جمهوره الذي يحمل علم بلاده ويتحدث لغته ويهتف لنجومه.
أتوقع بأن تكون نهائيات آسيا 2019 بطولة الجاليات الآسيوية، خصوصاً أن المنافسة بشكلها الجديد ستضم أربعة وعشرين منتخباً، وستكون الإمارات حينذاك موطناً للتراث وفنون الشعوب وملتقى الحضارات.
ستكون الجاليات الآسيوية على موعد مع حدث كروي تاريخي جديد، وعليها أن ُتدرك أن المنافسة لن تكون في ميدان الملعب فحسب، بل ستمتد إلى أكثر من ذلك، حيث ستتنافس فنون الشعوب على المدرجات وفي مراكز التسوق والساحات العامة، لذا ومن هذا المنطلق فإن آسيا 2019 لن تكون بطولة كرة قدم فقط، بل بطولة اجتماعية تراثية إنسانية شاملة.
دعونا نعمل من أجل تحقيق هذا الهدف، إضافة إلى الهدف الأساسي من البطولة، ونعد أنفسنا لحدث كروي متعدد الأهداف، فهذا عرس آسيا بتراثها وفنونها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها.

(المصدر: الرؤية 2015-03-12)