صيني يبحث عن طفله المخطوف
جي بي سي نيوز :- شير بعض التقديرات إلى أن 20 ألف طفل يخطفون سنويا في الصين، ويعرضون للبيع على الإنترنت بشكل علني.
زاو تشاو كان والد أحد هؤلاء الأطفال. كان يعمل في متجره في المنطقة الصناعية في ذلك اليوم من عام 2007 ، في بلدة هويجو في دلتا نهر اللؤلؤة، غير بعيد عن مدينة هونغ كونغ.
ابن تشاو البالغ من العمر خمسة أعوام كان يرغب باللعب. زار مع والده الشاطئ القريب وبنى قلعة من الرمال. التقط والده الكثير من الصور.
بعد ذلك عادا الى المتجر، كان الوالد مشغولا جدا، فالأعياد على الأبواب، وهناك إقبال كبير على الشراء من متجر الثياب الذي يملكه.
حين طلب الطفل زاوسونغ من والده بعض النقود لشراء الحلوى لم يتردد والده، غادر الطفل مع شقيقته البالغة من العمر عشر سنوات ولم يعد.
حين عادت الشقيقة وحدها أحس الوالد أن شيئا خطيرا قد حدث. انفصل الطفلان حين أراد زاوسونغ التحدث إلى صديق له، ثم اختفى.
بدأ الوالد بالبحث. بحث في مقهى الانترنت القريب وفي البقالة ، لكن لم يجد طفله. اتصل بالشرطة فجاءه أحد الضباط.
قال الضابط إن لا جدوى من البحث، فلا بد أن الطفل قد خطف، وأخذ إلى مدينة أخرى، لكن الوالد لم ييأس.
عثر على عامل أجنبي كان قد رآه يلعب مع طفله، فاقتاده إلى مركز الشرطة حيث خضع للتحقيق، ثم اخلي سبيله بسبب عدم وجود دليل ضده، واختفى على الإثر.
وضع الأب إعلانا في التلفزيون عن اختفاء ابنه كلفه ثمانية آلاف دولار، بلا جدوى.استمر بالبحث، مرت الأيام ثم الأسابيع، والآن مضت سنوات، لكن الطفل بقي غالبا.
باع متجره وأرسل طفلته إلى جديها واشترى حافلة صغيرة صار يجوب بها البلاد بحثا عن طفله. وصل إلى مدن وقرى لم يتخيل يوما الوصول إليها.
آلاف العائلات الصينية تمر بهذه التجربة، تقدر وزارة الخارجية الأمريكية عدد المخطوفين بعشرين ألف طفل، لكن وسائل الإعلام الحكومية الصينية ترى أن العدد قد يصل 200 ألف.
بعض الأطفال المخطوفين تتبناهم عائلات، والبعض يقع في أيدي عصابات إجرامية تستخدمهم للتسول.
اتجهت أنظار الشرطة إلى الظاهرة قبل 12 عاما، حين اكتشفت 28 رضيعا في إحدى الحافلات، وقد جرى تخديرهم حتى لا يصدروا أصواتا، ثم وضعوا في أكياس بلاستيكية، وقد مات أحدهم اختناقا.
وفي الوقت الذي بدأت الشرطة تصعد جهودها لمكافحة خطف الأطفال، بدأ الخاطفون يطورون أساليبهم ويستخدمون الإنترنت.
وتقول وكالة أنباء شينخوا الرسمية الصينية إن اربع عصابات وصلت إليها الشرطة كانت تستخدم واجهة "التبني غير الرسمي" لتمويه نشاطهم في خطف الأطفال وبيعهم.
وقد تمكنت الشرطة من اعتقال 1094 شخصا وإنقاذ 382 رضيعا.
وما زالت ظاهرة الاتجار بالأطفال عبر الإنترنت قائمة ومثيرة للقلق.
شاهدت أحد الإعلانات على الانترنت يعرض طفلة للبيع بسعر 21 ألف دولار، اتصلت بالمرأة التي وضعت الإعلان، فقالت لي إنها أم وحيدة ولديها ثلاث بنات، وإنها لا تستطيع الإنفاق على ثلاثتهن، ولهذا فهي تعرض إحداهن للبيع.
صورت بي بي سي تقريرا في أحد المستشفيات بشكل سري، حيث قالت إحدى الطبيبات إن بعض الرضع الذين تتخلى عنهم عائلاتهم يباعون لعائلات ترغب بتبنيهم، واضافت أن الكثير من الأطفال يولدون خارج نطاق التخطيط الحكومي.
ويجري البيع بموافقة العائلة ولا أحد يتحدث عن الموضوع.
بعض العائلات لديها ابنة وتريد ابنا، فتبيع البنت، وتحاول إنجاب طفل ذكر.
زاو لم يجد طفله، لكن أصبح يشارك في حملات للتوعية بظاهرات خطف الأطفال، يتحدث في فعاليات ومحاضرات، يغني، ويعبر عن حنينه لولده وإصراره على البحث عنه طوال حياته، وأمله في أن يجده ذات يوم.
اصبح يعمل مع منظمة تنشط في مساعدة عائلات الأطفال المخطوفين على العثور عليهم، وقد حققت نجاحا في إحدى الحالات.
رفض المشترون الطفل لأنه يعاني من الربو، فتركه الخاطف في إحدى الحافلات، ثم انتهى به الأمر في ملجأ للأيتام.
أخيرا اهتدت العائلة إلى الطفل وعاد إليها.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews