مرض شرايين القلب التاجية الأعلى في التسبب بالوفيات
جى بي سي - وما أصبح من العبارات شائعة الذكر مُصطلح «قسطرة القلب» و«توسيع الشريان القلبي» و«الدعّامات المعدنية» وغيرها من تلك التي تتحدث عن وسائل معالجة المرض الأكثر انتشاراً في العالم، والأعلى في التسبب بالوفيات فيه، ألا وهو مرض شرايين القلب التاجية.
ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فإن القلب الذي لا يهدأ أبداً عن القيام بحركتي الانقباض والانبساط طوال حياة الإنسان، هو نفسه الذي طبّه، أي طب القلب، لا يهدأ في محاولات توفير المزيد والأفضل من الوسائل الناجعة لمعالجة أمراض القلب، والناجحة في الوقاية منها.
والتوسيع بالبالون Angioplasty وتثبيت الدعامة المعدنية Stent أثناء قسطرة شرايين القلب، هو مما يتوفر كوسيلة لمعالجة التضيّقات التي تنشأ في شرايين القلب، والمُعيقة لجريان الدم من خلالها، لتغذية عضلة القلب نفسه. وأحد أهم التطورات في إنتاج الدعامات المعدنية تلك، هو تغليفها بمادة دوائية تمنع حصول تضيقات في مكان تثبيت تلك الدعامات داخل الشريان.
وللعلم بالشيء، تُجرى سنوياً في العالم أكثر من مليوني عملية تثبيت دعامة معدنية لأحد الشرايين التاجية المتضيقة ، كما تُجرى عدة أضعاف لهذا الرقم من عمليات قسطرة القلب لفحص الشرايين التاجية. أي أننا نتحدث عن ملايين من الناس الذين خضعوا لعمليات استكشاف حال الشرايين القلبية بالقسطرة.
والكثير منهم احتاج أيضاً إلى عمليات التوسيع بالبالون وتثبيت الدعامة المعدنية، لمعالجة التضيقات فيها ، وخلال السنوات القليلة الماضية، طُرحت عدة هواجس، وصلت إلى حد الشكوك، حول مدى أمان استخدام تلك الدعامات المعدنية المغلفة بالدواء Drug-eluting Stent ، وخاصة في جانب احتمال تسببها في حصول الجلطات القلبية.
وكانت نتائج الدراسات الطبية في هذا الشأن متضاربة، منها ما فنّد تلك الشكوك، ومنها ما أثبتها، ومنها ما أفادنا مزيداً من الفهم لآليات تسببها بالجلطات ووسائل منع حصولها.
* الشرايين التاجية يتم تزويد مناطق عضلة القلب بالدم من خلال ثلاثة شرايين قلبية تاجية رئيسية. كل واحد منها يتولى توفير تدفق الدم إلى منطقة معينة من مناطق عضلة القلب.
ومعلوم أن كلمة عضلة القلب تعني الجدران العضلية المكونة لحجرات القلب الأربع، وهي البطين الأيسر والبطين الأيمن والأذين الأيسر والأذين الأيمن. وحينما يرتفع كولسترول الدم، من النوع الخفيف الضار، أو في حال وجود ارتفاع في ضغط الدم، أو مرض السكري، أو التدخين، أو السمنة، أو ارتفاع الدهون الثلاثية، فإن الاحتمالات ترتفع لحصول ترسبات للكولسترول داخل جدران الشرايين.
ومع توالي تكرار عمليات ترسيب الكولسترول هذه، تنشأ كتل دهنية في جدران الشرايين ، ووجود التضيقات في الشرايين القلبية، يُؤدي إلى إما نقص في جريان الدم من خلال الشريان، أو إلى سد تام لتدفق الدم من خلاله.
وحينما يكون هناك مجرد ضيق في أحد المواضع من شريان قلبي ما، أو وجود عدة تضيقات فيه، فإن كمية الدم الواصلة إلى المنطقة التي يُغذيها ذلك الشريان من عضلة القلب، تتدني. أي أن إمداد المنطقة العضلية تلك بكمية الأوكسجين وبالغذاء، لا يكفي لسد حاجتها كي تعمل بكفاءة ، وبالتالي تبدأ تلك المنطقة العضلية بالشكوى.
ووسيلة تعبيرها عن شكواها هي الأنين بالألم، الذي يُحس به المريض في أجزاء منطقة الصدر ، وهذا الألم القلبي هو ما يُسمى بألم الذبحة الصدرية ، وأهم مميزات هذا الألم أنه يظهر عند بذل مجهود بدني أو عاطفي، ويزول بالراحة أو بتناول أحد الأدوية الموسعة للشرايين ، ما حين حصول سد تام لمجرى أحد الشرايين القلبية، فإن تدفق الدم خلال ذلك الشريان يتوقف تماماً. وبالتالي تنقطع بشكل كلي التروية بالدم للمنطقة التي يُغذيها ذلك الشريان من عضلة القلب ، وحينئذ تحصل حالة «الجلطة القلبية، أو النوبة القلبية».
والتي تظهر علاماتها المرضية كألم شديد في الصدر، في غالب الأحوال. وأهم مميزات هذا الألم، للتفريق بينه وبين ألم الذبحة الصدرية، أنه يستمر حتى مع الراحة، ولمدة تتجاوز ربع ساعة.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews