طهران تريد إفشال نيتانياهو!
سوف يبقى منطوق اتفاق التسوية السلمية للملف النووى الايرانى العامل الحسام فى قضية الصراع بين الرئيس الأمريكى أوباما الذى يرى أن من حقه كرئيس أمريكى أن يستكشف فرص الوصول الى تسوية سلمية لهذه القضية،
ورئيس الوزراء الاسرائيلى نيتانياهو الذى يرى أن أمن اسرائيل لن يتحقق دون تدمير شامل للبرنامج النووى الايرانى، يلزم طهران عدم تخصيب اليورانيوم على نحو قاطع!، على حين يعتقد الغرب والأمريكيون أن ايران يمكن أن تمارس عمليات تخصيب محدودة لليورانيوم فى إطار كميات مقننة وشروط صارمة يراقب تنفيذها مفتشو الوكالة الدولة للطاقة.
وبرغم تكتم كل الأطراف على بنود الاتفاق، يتفق الإيرانيون والأمريكيون على عدم جواز مد التفاوض فترة زمنية أخرى، وأن الاتفاق ينبغى أن يكون كاملا ونهائيا فى موعده المحدد فى مارس القادم..، وإذا صح ما أعلنه الرئيس أوباما من أن أطراف التفاوض تجاوزوا المشكلات التقنية وأن المفاوضات تركز الآن على التثبت من وجود إرادة سياسية قاطعة بأن طهران لا تريد سلاحا نوويا كما أعلن المرشد الأعلى على خامنئى، فذلك يعنى أن الأطراف المتفاوضة توافقت على حدود كميات اليورانيوم التى يجوز لطهران تخصيبها ودرجة هذا التخصيب تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة، كما يعنى توافق أطراف التفاوض حول إعداد أجهزة الطرد المركزى التى سوف يتم تشغيلها فى معامل ايران النووية، وكيفية التصرف فى مخزون ايران من الوقود النووى الذى يقترح الغرب تصديره الى روسيا، وليس واضحا بعد ما هو مصير المنشآت النووية الايرانية الأخرى التى لا تتطلبها عملية التخصيب المنخفض مثل مفاعلات المياه الثقيلة ومعامل ادفو تحت الأرض القريبة من مدينة قم.
ولو أن الاتفاق أنجز هذه الأهداف لأصبح توقيعه فى مارس القادم الأكثر احتمالا، رغم ما سوف يترتب عليه التوقيع من اتساع دائرة الخلاف بين نيتانياهو وادارة الرئيس أوباما، خاصة مع إصرار نيتانياهو على تدمير كل منشآت البرنامج النووى الايرانى ومنع طهران من تخصيب أدنى كمية من اليورانيوم، وهو مطلب يكاد يكون متعذرا يستحيل أن يقبله الايرانيون، رغم اصرارهم على إفشال نيتانياهو وتلهفهم على توقيع اتفاق يرفع العقوبات الدولية عن ايران، يحفظ ماء وجوه النخبة الحاكمة ويمكن تسويقه للشعب الايرانى رغم تحفظات الجناح المحافظ من الحوزة الدينية.
(المصدر: الأهرام 2015-02-26)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews