خليفة مغنية يدير محلات مجوهرات في بيروت تحت اسم مستعار
جي بي سي نيوز - : بمناسبة مرور 10 سنوات على اغتيال رئيس الوزراء اللبنانيّ الأسبق، رفيق الحريري، أعدّ المُحلل للشؤون الاستخباراتيّة والإستراتيجيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة، د. رونين بيرغمان، تقريرًا مطولاً ومفصلاً عن المحكمة الدوليّة التي أُنشئت للتحقيق في القضية، أكّد من خلاله، على أنّ المحققين، وعلى الرغم من أنّهم صرفوا حتى الآن، مئات ملايين الدولارات، من أجل التوصّل إلى الجناة، يجدون صعوبةً بالغةً في التعرّف على هوية منفذّي العملية.
يُشار إلى أنّ التقرير عينه، نُشر بالتوازي مع النشر في الصحيفة الإسرائيليّة، نُشر في الملحق الأسبوعيّ لجريدة (نيويورك تايمز) الأمريكيّة.
وقال أيضًا، إنّ المشبوهين بتنفيذ العملية، وهم من قادة حزب الله، تواروا عن الأنظار، كما أنّه، بحسب المصادر المقربّة من المحكمة الدوليّة، ينتحلون أسماءً وشخصيات أخرى، تجعل من مهمة فريق الاختصاصيين الأجانب بالوصول إليهم مهمّة شبه مُستحيلة.
علاوة على ذلك،يقول مُعّد التقرير أنّ المخابرات السوريّة كان لها وظيفةً رئيسيّة في عملية الاغتيال، على الرغم من أنّ المحكمة الدوليّة عينها، أعلنت وبشكلٍ رسميّ أنّ النظام الحاكم في دمشق، لا ناقة له ولا بعير في اغتيال الحريري.
التقرير يُشدّد على القياديّ في حزب الله، مصطفى بدر الدين، المتّهم من قبل المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان التي تنظر في قضية اغتيال الحريري، حيث قال مُعّد التقرير أنّه حصل على وثيقةٍ سريّةٍ تمّ تسريبها من المحكمة في لاهاي بهولندا. الوثيقة المعنية بحسب ما أفاد د. بيرغمان، تورد معلومات جمّة عن بدر الدين، جُمعت نتيجة جهد استخباراتي بُذل على مدى سنوات. فصهر عماد مغنية الرأس المفكّر في حزب الله، الذي اغتيل في سوريّة عام 2008، حائز على شهادة في العلاقات الدولية من الجامعة الأمريكيّة في بيروت، وقد قصدها من عام 2002 حتى 2004.
كما أنه يملك محلين لبيع الذهب في بيروت، وشدّدّ الكاتب على أنّ بدر الدين يُدير حياة شخصيّة عاديّة تحت اسم مستعار. ولفتت الوثيقة إلى أنّ فريق التحقيق الدوليّ جمع المعلومات التي وفرتها السلطات اللبنانية، والتي لم تقتصر فقط على الدائرة الضيقّة المتعلقة باغتيال الحريري، بل أنّ فريق التحقيق تتبع مكالمات بدر الدين من عام 2000 حتى 2008.
وأظهرت المعلومات الاتصال المتواصل بين بدر الدين ومغنية عبر شقيقة الأول وهي زوجة مغنية.
كما أظهرت المعلومات الواردة في الوثيقة، بحسب الصحيفة الإسرائيليّة، أنّ بدر الدين اتصل مرات عديدة بمراكز تحكم تابعة لحزب الله، ما يعتبر خطوة متسرعة وغير محسوبة تعد بكشف الكثير من المعلومات في الآتي من الأيام، على حدّ تعبير بيرغمان، الذي أكّد على أنّ مجموعة التحضير والتنفيذ لعملية الاغتيال استعملوا هواتف ذكيّة جدًا، لا يُمكن التقاط بثها إلّا بعد تفعيل أجهزة متطورّة ومتقدّمة جدًا.
وبما أنّ إسرائيل لم تُعلن حتى اللحظة مسؤوليتها عن عملية القنيطرة في الثامن عشر من شهر كانون الثاني (يناير) من الشهر الفائت، والتي راح ضحيتها عناصر من حزب الله وجنرال إيرانيّ، فإنّ مُعّد التقرير، يلجأ إلى المصادر الأجنبيّة، ويكشف النقاب عن أنّ مصطفى بدر الدين، هو الوريث لعماد مغنية، وهو الذي يقوم بتحضير عناصر حزب الله للحرب القادمة ضدّ المعارضة السورية أو إسرائيل ، علاوة على قيادته المعارك التي يخوضها حزب الله في الجنوب السوريّ، بدعمٍ من الجيش النظامي السوريّ، ضدّ قوات المًعارضة المُسلحّة، ويُضيف بيرغمان، نقلاً عن المصادر الأجنبيّة، أنّ بدر الدين، بحسب المعلومات التي كانت بحوزة الدولة التي نفذّت العملية، كان يجب أنْ يكون ضمن القافلة التي استُهدفت في القنيطرة السوريّة، من قبل الطائرات، في العملية المنسوبة لإسرائيل، ولكن تبينّ لاحقًا، أنّ المعلومات لم تكُن دقيقة، وأنّ بدر الدين نجا من عملية الاغتيال المؤكّد، على حدّ تعبير المصادر. وتابع د. بيرغمان قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ بدر الدين، كان الرجل الثاني في القسم العسكريّ لحزب الله، فيما كان عماد مغنية، الرجل الأوّل، ولكن بعد اغتيال مغنية في شباط (فبراير) من العام 2008 في العاصمة السوريّة دمشق، تمّ تعيين بدر الدين مكانه، ليُصبح الرجل الأوّل في حزب الله، على حدّ تعبيره.
كما لفت إلى أنّ بدر الدين، يُدير محلات لبيع المجوهرات في بيروت، تحت اسم مستعار إبراهيم عيسى، لافتًا إلى أنّه كان قد أُصيب في إحدى عينيه في عملية عسكريّة، لم يُفصح عنها، بالإضافة إلى ذلك، يزعم المُحلل الإسرائيليّ، أنّ بدر الدين، يتجوّل في العاصمة اللبنانيّة، بيروت، بسيارة من نوع مرسيدس، وأنّ فريقًا من الحُراس الشخصيين من حزب الله يُرافقه دائمًا في جميع تحركاته.
وقال الكاتب الإسرائيليّ بأنّه توجّه عن طريق جهة ثالثة غربيّة بهدف الحصول على تعقيب من الأمين العام لحزب الله اللبنانيّ، الشيخ حسن نصر الله، إلّا أنّ الأخير رفض التعقيب على ما ورد في التقرير، الذي يُعتبر لائحة اتهام إسرائيليّة-أمريكيّة ضدّ حزب الله، والذي أكّد مُعدّه على أنّه أعقد وأصعب تقرير قام بإعداده في مسيرته الصحافيّة الحافلة، وشمل سبع دول أوروبيّة والاطلاع على آلاف الوثائق .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews