الأخطاء التحكيمية
طغى صيت الأخطاء التحكيمية، وعلا صوتها في هذه الفترة، خصوصاً مع بداية جولات المرحلة الثانية من الدوري، حيث ظهرت أخطاء فادحة، كبدت الفرق نقاطاً كانت بأمسّ الحاجة إليها، من أجل المنافسة، أو لتعزيز وجودها في سلم الترتيب. ولعل التأثيرات السلبية التي انعكست على النتائج بفعل تلك الهفوات، أعطت مؤشراً وإنذاراً تحذيرياً بأن القادم سيكون أسوأ، لو لم يتم تدارك وتلافي ما حدث ويحدث.
وإذا اعتبر أنه لم يكن فيه تعمد أو ترصد، بقدر ما هو نتيجة قلة التركيز والخبرة، ونتيجة الإرهاق البدني، الذي يعانيه أصحاب الصافرة، ما ساعد في ظهور تلك الأخطاء وتواصلها مع كل جولة، خصوصاً أن أصحاب هذه المهنة غير متفرغين، ويؤدون مهامهم كهواة، بسبب عدم وجود نظام احتراف يحتويهم أو تفرغ للمهنة، من أجل القيام بعملهم على أكمل وجه.
صحيح أن الأخطاء جزء من اللعبة، لكن في الآونة الأخيرة كثر ظهورها في ملاعبنا وزادت فداحتها، ما فجر بركاناً من الغضب العارم، لدى الشريحة المتضررة من الأندية، التي تجاوز بعضها لسان الانتقاد، ورفع سقف مطالبه لضمان حقوقه، فبعض الأندية طالبت بالاستعانة بالحكام الأجانب، متعذرة بما حدث في تلك الجولات، ليبقى التساؤل هنا: هل الحكام الأجانب سيكونون معصومين من تلك الأخطاء؟ أو هل ستختفي أخطاء الصافرة ونشاهد 90 دقيقة دون زلة أو هفوة؟ في اعتقادي لن يحدث ما تحلم به تلك الأصوات وستستمر زلات التحكيم، سواء استعنا بالأجانب أو أبقينا المهمة مع أبناء البلد، كون المشكلة أن الغالبية تجهل أن سلك التحكيم يمر بمرحلة انتقالية، من خلال هذا الجيل الجديد الذي يتم إعداده كحكام للمستقبل، لكن من سوء حظهم أنهم وقعوا فريسة لتلك الأخطاء، التي لم ترحمهم من التجريح والتهجم والطعن في الذمم.
ولنكن عقلانيين ومنطقيين بأن التحكيم مكون رئيس في منظومة كرة القدم الإماراتية، وعلينا أن ندعمه ونقف بجانبه حتى إن أخطأ، فهو استثمار للسنوات المقبلة، وسنجني ثماره محلياً وخارجياً، فقط كل ما علينا سوى الصبر، والتسليم بأن نقنع أنفسنا بأن ما يحدث ما هو إلا قضاء وقدر، حتى يستطيع أولئك تخفيف حدة الغضب، والاحتقان الذي جثم على صدورهم!
يبقى قرار الإدارة الوحداوية تغيير المدرب بسييرو ذا شأن داخلي، يخص البيت العنابي، كونهم الأدرى والأعلم بالصغائر والكبائر التي دفعتهم إلى إقالة المدرب، لكن ما فرض الدهشة هنا هو توقيت القرار، الذي جاء في وقت يمر فيه أصحاب السعادة بأفضل حالاتهم، من ثبات مستوى، ووضع تنافسي فرض وجودهم في مثلث الصدارة، بالإضافة إلى عودة شخصية الوحدة، التي غابت في السنوات الماضية. فالأمر هنا ليست له علاقة بالجانب الفني، بقدر ما هو مرتبط بعلاقة المدرب واللاعبين التي توترت في الآونة الأخيرة، وكانت سبباً في التضحية به، وهو ما أوضحه أصحاب الشأن في النادي، عندما ذكروا أنه لا يمكن التضحية بالفريق من أجل مدرب، ليأتي القرار الصعب الذي فرضته الظروف، عدا ذلك تخمينات واستنتاجات عبثية. فهذه مشكلة أشرنا إليها سابقاً، بأن فرقنا لا تحكمها قدرات وخبرات مدربين أو إدارات، بقدر ما تحكمها أمزجة اللاعبين وأهواؤهم، فمتى ما أرادوا رفع شأن فريقهم فعلوا، ومتى ما أرادوا نسف عمل غيرهم فعلوا أيضاً، لذلك فإن حادثة بسييرو ما هي إلا قصة من القصص الطويلة في دورينا، التي لها بداية لكن ليست لها نهاية!
(المصدر: الإمارات اليوم 2015-02-22)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews