عولمة الكرة العالمية!!
منذ مدة طويلة كنا نسمع بأن اللاعب الفلاني من اصل غير الذي يمثل فريقه الحالي وانه مجنس وكانت تلك الصور تبعث الدهشة والتساؤل احيانا. الا ان الحالة كانت تسير في نطاق ضيق وتقتصر على بعض الدول، لاسيما تلك التي تجد صعوبة في ايجاد وتأهيل خامات ومواهب كروية من قاعدتها، مما يجعلها تلجأ للافادة من عناصر اخرى مقابل تزويدها بالمال والجنسية. وخلال التصفيات والبطولات القريبة الماضية والمؤهلة الى كأس العالم في بطولات سابقة واجهنا بعض المنتخبات الشقيقة والصديقة على النطاق الاسيوي والخليجي، وقد خضنا العديد من النقاشات حول لجوء هذه الدول الى اسلوب التجنيس لسد النقص الحاصل في فريقها من خلال لاعبي منتخبات اخرى تحت عنوان التجنيس ووفقا للقانون المسموح به (دوليا من الفيفا)، حتى ان بعض الزملاء كتب شامتا بانها منتخبات متعددة الجنسيات وقد راينا رأيه حينها ووقفنا الى جانبه وعدينا الخطوة والخطوات معيبة وتستدعي المنقصة وتعبر عن خلل في الثقة بالطاقات المحلية، مما يدعوها لركوب هكذا موجات جديدة لم نعهدها من قبل. حتى ذلك الحين كن نرى الامر هو مجرد وسيلة مالية رخيصة تبحث عن المواهب بطرق غير مشروعة، الا ان ما رأيناه في كأس العالم الاخيرة قد وضع عددا كبيرا من علامات الاستفهام حول مشروعية ذلك ومدى جديته ومطابقته للقانون الدولي والوطني. فقد ظهر ان الامر لم يقتصر على الشقيقة قطر او بلدان الخليج الاخرى، بل ان دولا كروية كبرى كنا نعدها الافضل عالميا، قد لجأت الى ذلك بصورة مكثفة هذه المرة، ليشكل التجنيس فيها اكثر من نصف الفريق كما اتضح في الفريق الالماني المرشح للفوز بكاس العالم والغني بالمال والنفوس والتاريخ الكروي والمدراس والمواهب وفي كل شيء والذي لعبت فيه الاصول البرازيلية والتركية والعربية والافريقية والاسيوية وغيرها الكثير. وفي مباراة المانيا وغانا شاهدنا حدثا ظريفا طريفا، ربما هو الاول في تاريخ المونديال اذ تبين ان شقيقين من اصل غاني يلعبان في فريقين مختلفين في مباراة واحدة الاول في المانيا والاخر يمثل غانا وقد لعبا بذات القوة والتنافس الشريف واديا كل واجبه مع ان الحظ خدمهما معا بعد ان تاهل الفريقان الى الدور السادس عشر. نحن هنا اذ نؤشر هذه الحالة نامل من اصحاب الاختصاص البحث عن مدى قانونيتها وشرعيتها ومدى تأثيرها على مباريات كأس العالم المقبلة، اذ ان ذلك ربما يفتح الباب على مصراعيه ويصبح اللعب للمنتخبات شبيه باللعب الى الاندية الا ان ذلك يسمى احترافا وهذا تجنيسا. وبعد ذلك ماذا يبقى للهوية الوطنية وكيفية التعبير عنها بصورة اصيلة وليست هجينة.
(المصدر: الأيام 2015-02-16)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews