منتجات عائلية لدعم أندية الهواة

تولد التجربة الرياضية الخاصة للشعب من رحِم عاداته وتقاليده وثقافته، وقد وظفت الرياضة في الزمن الماضي لبناء جسم الفرد ومنحه اللياقة الكافية لخوض القتال ولمجابهة التحديات المحتملة التي قد تواجهه.
إن التطور الذي شهدته الحياة ساعد على توحيد مفهوم الرياضة لدى معظم الشعوب، خصوصاً بعد أن عملت المؤسسات الرياضية العالمية على فصلها عن السياسة وجعلها نشاطاً مستقلاً لا يخضع للمعايير السياسية.
هناك من يريد أن ينتصر بكل الوسائل حتى لو اعتمد على الغش والتزوير، وهناك من يريد أن تبقى صفحته في التاريخ ناصعة نظيفة لا يلطخها عار الزيف وشراء الألقاب، كما أن هناك ممارسات جميلة رائعة تستحق الذكر والإشادة.
اصطحبني المدرب الراحل محمد عباس الجبوري معه عندما كان يدرب فريقاً لكرة القدم للفئات العمرية في نادي «دي في في» الهولندي عام 2008، وهناك اطلعت على تجربة لطيفة يصنع من خلالها أهالي اللاعبين الصغار بعض المنتجات الغذائية ويقومون ببيعها لدعم خزينة النادي، وتنظف العائلات وفق جدول زمني الملابس الرياضية للاعبين، حيث توزع هذه المهمات عليها أسبوعياً، وتعمل هنا كرة القدم على تقوية أواصر المحبة والترابط بين الأُسر.
لم تشكك العائلات التي تدعم خزائن أندية الهواة هناك في مجالس الإدارات، لأنها تعرف نيّاتهم الصادقة، لذا تعمل على تقديم ما تستطيع تقديمه من دعم مادي أو معنوي إلى هذه الفرق من أجل أن تحقق أحلامها وإن كانت محدودة.
لا يستطيع كل محبي كرة القدم ممارسة اللعبة على سبيل الاحتراف، وما دامت هناك مسابقات للهواة فعلينا أن نوليها الاهتمام الكافي، سواء من الجهات المسؤولة أو من الناس، وخصوصاً في منافسات الفئات العمرية، فما زالت عائلات لاعبينا بعيدة عن متابعة أبنائهم، باستثناء عدد محدود من الآباء الذي يحضرون من أجل التأكد من الاستفادة المادية لأولادهم اللاعبين في المستقبل.
مستقبل الكرة الإماراتية مرتبط بالمواهب الموجودة في مسابقات الفئات العمرية، وأعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لإيجاد مبادرات جادة لجعل هذه المسابقات تحت الأنظار، فهي الآن تقام «بالبركة» على الرغم مما يبذله القائمون عليها من جهد من أجل استقرار جدول المباريات ومواعيد انطلاقها.
عدم وجود مبادرات جادة سيعرض مسابقات الهواة بكل فئاتها إلى الموت البطيء، وعلى الأندية أن تبني جسراً قوياً مع العائلات من أجل أن تكون كرة القدم نشاطاً اجتماعياً وليس محصوراً بتسعين دقيقة لعب.

(المصدر: الرؤية 2015-02-16)