أفلام ألمانية وإيطالية في سابع أيام مهرجان برلين السينمائي
جي بي سي نيوز:- في إطار اليوم السابع من فعاليات مهرجان برلين السينمائي الخامس والستين، عرض اليوم فيلمان من ألمانيا وإيطاليا. كان الأول بعنوان "إلزير، 13 دقيقة" للمخرج الألماني أوليفر هيرشبيجل، والثاني بعنوان "قسم العذرية" للمخرجة الإيطالية "لورا بيسبيوري". كما عرض في إطار فعاليات العروض الخاصة للبرلينالة، خارج المسابقة الرسمية، فيلم ألماني للمخرجة القديرة مارجريتا فون تروتا بعنوان "عالم في غير مكانه".
إلزير، 13 دقيقة
هو الفيلم الرابع عشر في مسيرة المخرج السينمائي الألماني أوليفر هيرشبيجل، سبعة وخمسين عامًا، وكتب له السيناريو الأخوان أوليفر وفريد برينرسدورفر، وقد امتد زمن الفيلم لما يقترب من الساعتين. والفيلم تليفزيوني عادي محكم البناء، يسرد سيرة حياة تستند إلى وقائع حقيقية حدثت بالفعل، ومن المؤكد أنه لن يترشح لأي جائزة من جوائز المسابقة الرسمية.
ويرجع عنوان الفيلم "إلزير، 13 دقيقة"، إلى الفترة الزمنية التي كانت سوف تفصل بين إمكانية تغيير النجار "جورج إلزير" (كريستيان فريديل) لمجرى التاريخ برمته، حيث كان أدولف هتلر قد غادر القاعة التي وضع بها جورج إلزير قنبلته قبل ثلاثة عشر دقيقة فقط من انفجارها.
يروي الفيلم واقعة تاريخية شهيرة حدثت في الثامن من نوفمبر عام 1939، في مدينة ميونيخ الألمانية، عندما كان أدولف هتلر يلقي إحدى المحاضرات بقاعة من القاعة الضخمة هناك في مؤتمر من مؤتمرات الحزب النازي، وكان جورج إلزير قد صمم قنبلة موقوتة، وقام بوضعها في القبو، كي تنفجر أثناء إلقاء هتلر لخطبته، لكن شاءت الأقدار أن ينصرف هتلر مبكرًا ربع ساعة عن موعده المحدد، أو بالتحديد ثلاثة عشر دقيقية، فتنفجر القنبلة بالفعل بعد انصرافه وينجو من الاغتيال.
والفيلم الذي، يرجع بنا على فترات إلى حياة جورج في فترة شبابه، ثم إلى مرحلة التحقيقات معه بعد القبض عليه، يبين لنا أن جورج لم يكن منضمًا إلى تنظيم من التنظيمات السرية أو اليسارية أو غيرها، وأن ما اقترفه كان بوازع شخصي نابع منه شخصيًا، وليس بإيحاء من أحد، وكيف أنه طوال حياته كان بعيدًا تمامًا عن الانخراط في السياسة أو الأحزاب أو المقاومة، ويمارس العزف بإحدى الفرق الموسيقية أو أعمال النجارة، ويرغب في الزواج من محبوبته إيلزا وتكوين أسرة.
قسم العذرية
فيلم "قسم العذرية" للمخرجة الإيطالية لورا بيسبيوري، هو ثاني أفلامها. ولوا في الثامن والثلاثين من عمرها، وكتبت فيلمها بالاشتراك مع كاتبة السيناريو فرانشيسكا مانيري. وقد امتد زمن الفيلم، المقتبس عن رواية من تأليف "إلفيرا دونز"، لساعة ونصف الساعة.
قسم العذرية فيلم نسائي بامتياز، يتناول موضوع بطلته التي تدعى "مارك / هانا" (ألبا رورفاخر). ومنذ بداية الفيلم وحتى قبيل منتصفه تقريبًا وينتابك الحيرة في تحديد شخصية مارك / هانا غير الواضحة المعالم من حيث الجنس، سواء كانت ذكرًا أم أنثى. فقصة شعرها وملابسها وتقاسيم وجهها الحاد، وحتى اسمها الذكوري، مارك، توحي بأنها ليست امرأة بالمرة.
ومع تطور الأحداث، وتفتح القصة، نجدها بعد فترة تترك قريتها الجبلية بألبانيا التي ولدت وعاشت فيها، وتذهاب إلى شقيقتها، التي فرت وهي شابة مع حبيبها وتزوجت وأنجبت بمدينة ميلانو الإيطالية، وانخراطت في حياة المجتمع هناك.
ومع عودة الفيلم بين الحين والآخر لماضي مارك، ندرك أن مارك هذا، ما هو إلا فتاة عاشت بمحض إرادتها ومنذ نعومة أظافرها حياة الرجال، حيث الرعي وتعلم القنص وحمل البندقية، وارتداء ملابس الرجال، ومن ثم، لم يجد والدها مفرًا من تعميدها أو جعلها تقسم قسمًا غريبًا، بعد قص شعرها، بأن تنذر نفسها كلية للعذرية وتسلك مسلك الرجال في كل شيء.
مع انتقالها لحياة المدينة ترغب هانا في استعادة ما فاتها من حياة حرمت منها كأنثى، فتحاول تدريجيًا العيش على الفطرة التي جبلت عليها، بعدما لم تعد تستطع تحمل حياتها الذكورية أكثر من هذا.
عالم في غير مكانه
في إطار ما يطلق عليه "العروض الخاص للبرلينالة"، عرض اليوم للمخرجة وكاتبة السيناريو الألمانية القديرة ماجريتا فون تروتا، أكثر من خمسة عشر فيلمًا على امتداد مسيرتها المهنية، حيث ولدت في عام 1942، فيلم بعنوان "عالم في غير مكانه".
والفيلم الذي يمتد لأكثر من ساعة ونصف الساعة، يتناول على نحو سردي بسيط، يتنقل بين الماضي والحاضر، قصة حياة شقيقان أحبا نفس الفتاة، وأنجبت من كليهما دون علمهما بذلك.
وتحاول ابنة الأول إيفيلين (كاتيا رايمن)، بواعز من والدها، إماطة اللثام عن ذلك السر الذي ظل مخفيًا لعقود طويلة وذلك بسفرها من ألمانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لمقابلة مغنية الأوبرا الشهيرة كاترينا فابياني (باربرا سوكوفا)، واستجلاء الحقيقة منه، تلك التي نعرفها في النهاية مع ختام أحداث الفيلم، الذي جاء دون شك مخيبًا للآمال الكبيرة التي عقدت على تلك المخرجة العظيمة في أن تبدع ما هو مغاير ومفارق للمعتاد والمألوف.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews