خالد أبو النجا.. الثورى الأول والأخير
جي بي سي نيوز :- في 2 فبراير 2010، حينما كان يسبّح نجوم الوسط الفنى بحمد نظام مبارك ويدورون في فلكه، كان الفنان خالد أبو النجا قد أعلن صراحة أنه ضد هذا النظام الأسوأ في تاريخ مصر الحديث، وعلى الرغم من اكتظاظ الجانب المظلم بالمئات من الفنانين، إلا أن هذا لم يمنعه من أن يقف وحيدًا في الجانب المضيئ، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.
في هذا التاريخ كان خالد أبو النجا واحدًا من شخصيات قليلة معروفة، تعد على أصابع اليد الواحدة، تقف في صالة 3 بمطار القاهرة لإستقبال الدكتور محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المرشح المحتمل لخوض انتخابات الرئاسة المصرية 2011 ضد الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك الذي يهيمن على السلطة هو وحاشيته وعائلته منذ 30 عامًا، ويسعى لتوريث ابنه الأصغر جمال، لكن البرادعى جاء ليقف في وجه مبارك، بدعم من بعض الشخصيات العامة، وسط غليان في الشارع المصرى من التدهور الاقتصادى والتوحش الأمني، دون أن يجرؤ مواطن على التحدث، فأكتفى الجميع بالتمنى، دون أن تمتلك أحدهم الشجاعة لمجرد التصريح بأنه مع البرادعى، حتى ولو على وسائل التواصل الإجتماعى، لكن خالد أبو النجا لم يكن من هؤلاء الجبناء.
دخل الفنان الشاب، الذي لا يملك قاعدة جماهيرية كبيرة يستند عليها في مواجهة النظام، في مواجهة مع رجال مبارك، والتي على أثرها تم وضع اسمه في "البلاك لست"، وتعرض لمضايقات في حياته وفى عمله كفنان، لكن هذا لم يثنيه عن اختياره الذي حدده من البداية، "أنا ضد مبارك"، وتحمل ما يحدث له لمدة عام، حتى جاءت الثورة لتخلخل نظام مبارك، وما صاحبها من ظهور فنانين آخرين معارضين، قبل أن يتحول جميع الفنانين لمعارضين مع وقوع النظام بالكامل في 11 فبراير من عام 2011، وفى تلك اللحظة تساوى جميع الفنانين بخالد أبو النجا، وكأنهم تحملوا ما تحمله في البداية، وكأنهم كانوا معارضين مثله من البداية، وكأنهم كانوا يعارضون مبارك في عز قوته وجبروته.
ومع قدوم الانتخابات ليتاح أمام خالد أبو النجا في جولة الإعادة خياران، إما عودة النظام السابق أو تمكين الإخوان، فاختار أقلهما مرارة، وهو تدعيم محمد مرسي مرشح الإخوان، على أمل أن يقدم ما هو أفضل، وأن يخيب ظن الجميع ويحقق أهداف الثورة، لكن بعد مرور فترة قليلة وجد أبو النجا أن الإخوان يسيرون في طريق الدولة الإخوانية، لا طريق دولة الثورة، فقرر الإنقلاب عليهم في موقف واضح، وكان أول ما وقف في وجههم وأعلن أنهم غير جديرين بالحكم، وكان أول من دعم خيار الانتخابات الرئاسية المبكرة، ثم دعم عزل مرسي تمامًا في 30 يونيو، في آراء معلنة للجميع بالتاريخ والوقت.
ولا يخفى على أحد أن خالد أبو النجا كان من أشد الداعمين لخطوات المشير السيسي وقت أن كان وزير للدفاع، ثم دعمه كرئيس في انتخابات 2013، ولكن بعد مرور 7 أشهر من حكه لم يجد أبو النجا منه أي جديد، حسب رأيه، وهو حر تمامًا في التعبير عن رأيه، ولكن هنا تناسى الجميع أن خالد أبو النجا كان أول من انتقد الإخوان، ووجهوا إليه تهمة الانتماء للجماعة ومحاولة خلخة الدولة لصالح الجماعة، متناسين مواقف وتصريحات وأعمال كثيرة عبر بها خالد أبو النجا رفضه لحكم الإخوان وقت أن كانوا يتمتعون بالقوة والسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد، لدرجة وصلت أن فنانتين كبيرتين حاولتا التدخل لمنع إعطائه جائزة أفضل ممثل في الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة، ولكن وجود سينمائيين أجانب في لجان التحكيم أحبط محاولاتهم.
تناسى هؤلاء أن انتقاد الرئيس المصرى شيء صحى ومفيد ويخلق بيئة سياسية قوية، وتناسوا أن السيسي بشر يصيبب ويخطئ، وأن البشر لم يتفقوا على أحد أبدًا، حتى الرسل والأنبياء وجدوا معارضين ورافضين لهم ومكذبين بما جاؤا به، إلا أن هذا لم يمنعهم من أن يوجهوا تهم أشد قسوة لخالد أبو النجا، ولكن الرد الوحيد على كل هؤلاء، أن خالد أبو النجا عارض الأنظمة المصرية المختلفة في عز قوتها، وقت أن كانت ترتعض فرائسكم لمجرد رؤية ضابط شرطة في الشارع، فهو أول من ثار على نظام مبارك وأول من انتقد أداء السيسي، وهذا حقه.
خالد أبو النجا الذى كنتم تهللون له وقت أن كان ينتقد الإخوان، هو نفس الشخص الذى تهاجمونه الآن.. خالد أبو النجا أرجل منكم كلكم.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews