لماذا خسر مانشستر سيتي لقبه في الدوري الانكليزي؟
فشل مانشستر سيتي في الدفاع عن لقبه بطلاً للدوري الانكليزي، بعدما توج جاره مانشستر يونايتد بطلاً للموسم الحالي قبل النهاية بأربع جولات، ليكمل روبرتو مانشيني ولاعبوه موسماً مخيباً بدأه بالخروج من دور المجموعات في دوري أبطال اوروبا، وحلوله في قاع الترتيب ما حرمه حتى من المشاركة في مسابقة اليوروبا ليغ، لكن ما هي الأسباب التي قادت الى فقدان السيتي لقبه هذا الموسم؟
فقدان شخصية البطل
عندما يتوج فريق بطلاً للمرة الاولى منذ سنوات فانه يتعين عليه تكريس هذه الشخصية بزرع الرهبة في صدور منافسيه، واكتساب عقلية البطل التي تصنع له الهيبة، لكن هذا ما لم يفعله السيتي، وهذا ما كان ينقص لاعبوه بصورة واضحة، وكأن اللاعبين اقتنعوا بانهم فعلوا العمل الشاق باحراز اللقب ولا داعي للدفاع عنه.
الشهية والرغبة
هذه من الامور الاساسية التي افتقدها الفريق من منذ مطلع الموسم، فالبداية كانت مهزوزة بانتصار صعب على الصاعد الجديد ساوثهامبتون 3-2، لكن اذا فكرنا أكثر في المباريات التي أهدر فيها نقاطاً، فكانت أمام فرق جائعة وشهيتها كبيرة ورغبتها جامحة لتحقيق نتيجة ايجابية فاقت بكثير رغبة لاعبي السيتي، فالسيتي أهدر نقاطاً بالتعادل مع ستوك ووست هام وايفرتون وكوينز بارك رينجرز، وخسر أمام سندرلاند وايفرتون وساوثهامبتون، وهي فرق كان من المفترض منطقياً ان يتغلب عليها السيتي، لكنه لم يملك الروح والرغبة في تحقيق ذلك.
أسلوب مانشيني
بالنسبة لي هذا أهم سبب في اخفاق السيتي بالدوري هذا الموسم، وهو أسلوب مانشيني في التعامل مع لاعبيه، فلا يمكن ولا يعقل ان ينتقد مدرب لاعبيه علناً ويتوقع منهم نتائج ايجابية ورد فعل ايجابي، بل العكس هو الذي يحصل، ومانشيني تألق منذ مطلع الموسم في صدامات مع نجومه وحروب علنية وانتقادات لاذعة على نجوم أنقذوه الموسم الماضي وحتى هذا الموسم، بينهم الحارس جو هارت والمدافعان جوليان ليسكوت وفينسنت كومباني وصانع الالعاب سمير نصري وكل خط هجومه، بينها صدامه الشهير وشجاره مع ماريو بالوتيلي. عدا عن لوم اللاعبين بعد كل اخفاق وخسارة.
خطط مانشيني
مانشيني فعل عكس المقولة الشهيرة “لا تصلح ما هو غير مكسور”، فعندما تألق الفريق غالبية الموسم الماضي، كان لا داعي للعبث بخطط الفريق وأسلوب اللعب، فكانت أبرز النتائج السلبية في البداية، وخصوصاً في دوري الابطال، عندما كان يغير مانشيني خطة اللعب الى 3 قلوب دفاع مع تقدم الظهيرين، وهو ما أزعج اللاعبين الذين لم يفهموا الخطة وانتقدها بعضهم علناً، وهو ما قاده الى تصريحه الشهير “اذا لم تفهموا خطة لعب مثل هذه فلا تستحقون اللعب لفريق كبير مثل السيتي”، وهو بالتأكيد قاد الى امتعاض اللاعبين.
قدرات المدرب
مانشيني لا يعتبر من المدربين الكبار في عالم اللعبة، حتى عندما كان في ايطاليا لم يكن من الابرز في بلده، وأسباب نجاحه مع الانتر هو غياب المنافسة مع معاقبة يوفنتوس وميلان، فمانشيني من المدربين الذين يريدون كل شيء جاهز، ولهذا السبب هو دائماً ما يعطي عذر عدم احتفاظه باللقب او تخلفه عن يونايتد لان الاخير حظي بفان بيرسي وادارة فريقه فشلت في هذه الصفقة، رغم انه كان يملك أربعة من أفضل المهاجمين في العالم (اغويرو وتيفيز ودجيكو وبالوتيلي)، لكن مانشيني ليس من النوعية التي تتعب على اللاعبين او تسعى الى تطويرهم، ولهذا السبب لم نر أي لاعب في السيتي حالياً أصبح أفضل مما كان عليه الموسم الماضي، بالاضافة الى علامات استفهام كثيرة على اختياراته للتبديلات التي كان آخرها في مباراته الاخيرة امام توتنهام.
الصدام الاداري
مانشيني بعقليته الصدامية دائماً مع يزعزع استقرار النادي، فهو دائماً أخباره السلبية في الصحف بسبب نزاع او شجار او خلاف اما مع اللاعبين او مع ادارييه، ومنها مع المدير الكروي السابق براين ماروود، وبعدها مع بيرغشتاين وسوريانو على خلفية نوعية اللاعبين الجدد، فمانشيني يريد نجوماً جاهزين مثل دي روسي (29 عاماً) وفان بيرسي (29 سنة) في حين الادارة تدرك ان الفريق لديه النواة الصلبة من نجوم جاهزين، وفقط عليهم الدعم لتعميق قوة الفريق، فاختيارات اللاعبين تصب للمستقبل مثل رودويل وسنكلير وناستاسيش وغارسيا، لكن مايكون كان خياراً لمانشيني وهو الذي دربه في الانتر، وغالبية هؤلاء خيبوا الظن، والسبب الرئيسي هو اما عدم اعطائهم فرصتهم (رودويل وسنكلير) او للاصابة (رودويل ومايكون).
اصرار فيرغسون
العامل الاخير في حسم اللقب ليونايتد، هو اصرار وعزيمة السير أليكس فيرغسون في عدم تكرار خيبة الموسم الماضي عندما خسر مانشستر يونايتد اللقب بفارق الاهداف في الوقت بدل الضائع من آخر مباراة في الموسم، وبعدها جاء التصريح الشهير للسير حين قال: “هذا الامر لن يتكرر مرة ثانية”، علماً ان يونايتد لم يكن رائعاً او مخيفاً هذا الموسم، بل عانى من مشاكل عدة، ومع ذلك كان قادراً على حسم مباريات صعبة في أوقات حساسة، وهو أكثر فريق عاد هذا الموسم من تخلف بالنتيجة الى فوز او تعادل (حصد 28 نقطة بعد تخلف)، وهذا يناقض تصريحات مانشيني بان الفرق مرتعبة من يونايتد وتخسر لقاءاتها معه قبل بدء المباريات.
( المصدر : الامارات سبورت )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews