الأوروبي يقرأ 200 ساعة سنوياً والعربي 6 دقائق
جي بي سي- سجل واقع القراءة في فلسطين حضوراً خجولاً، على الرغم من ارتفاع عدد المشاركين في الانشطة الثقافية في فلسطين خلال السنوات القليلة الاخيرة.
وقد شهدت النشاطات الثقافية تزايدا ملحوظا، ففي عام 2012 وصل عدد المشاركين بالانشطة الثقافية فيها حوالي 565 ألف مشارك، منهم حوالي 466 ألف مشارك في الضفة الغربية، و99 ألف مشارك في قطاع غزة، بحسب آخر احصائية تناولت الموضوع.
أمة "اقرأ" هل تقرأ؟
منذ نزول الوحي على سيدنا محمد عليى الصلاة والسلام في غار حراء أصبحنا أمة "اقرأ"، ولكن سجل الواقع الحالي براءته من القراءة، فلم نعد امة اقرأ.
ويرى المشرف الاكاديمي د. ناصر الاغا ان هناك اسباباً كثيرة تقف وراء ابتعادنا عن القراءة، منها قصور مناهج التعليم والتربية في الوطن العربي، واعتمادها على الحفظ والتلقين، ما جعل الطالب يقف موقف العداء من كتابه، وعدم تغيير اساليب تنمية مهارات القراءة في المراحل الابتدائية وحتى الجامعية، بالإضافة إلى عدم التشجيع الاسري على القراءة، والمنافسة الشرسة من وسائل الاعلام للكتاب، والغزو الثقافي، علاوة على الاحباط واليأس الذي يعيشه المواطن العربي، وتتمثل المسألة الاكثر اهمية في عدم دعم الكتاب ليصبح سعره في متناول الجميع.
اسباب كثيرة دفعت المواطن العربي الى سكة التخلف والغربة عن عالم "اقرأ" الذي ينتمي اليه، ووفقا لتقارير اليونسكو فإن اعلى نسبة امية في العالم تأتي في الوطن العربي، فقد بلغ معدل القراءة لديه 6 دقائق سنويا، مقابل 200 ساعة للفرد في اوروبا واميركا، فالطفل الاميركي يقرأ 6 دقائق في اليوم، بينما يقرأ الطفل العربي 7 دقائق في السنة.
اما عدد ما يصدر من الكتب في السنة للوطن العربي فيبلغ 5000 كتاب، بينما في اليابان 35000، و85000 في اميركا، ونسبة المدونات العربية 7% فقط من العالمية.
غلاء الكتب والمطبوعات
مرورا بإحدى "بسطات الكتب" في مدينة رام الله التقيت بعدد من المشترين الذين اختاروا ذلك المكان لاقتناء كتب يرغبون بقراءتها بأسعار معقولة حسب وصفهم.
وتقول الطالبة الجامعية رزان إنها ترغب بقراءة رواية "الحب في زمن الكوليرا" لانها سمعت عنها كثيرا، وتحب كاتبها ماركيز، وحين سألتها لماذا لا تتوجهين للمكتبة لشراء الرواية قالت ان اسعار الكتب في المكتبات مرتفعة، وانها عادة تشتري من البسطات لان فرق السعر كبير.
وتشاطرها زميلتها هناء الرأي، وتقول انها تجد عند الباعة على البسطات كل جديد من الكتب، بجودة جيدة وسعر معقول، وتقول انها لا تختلف كثيرا عن الكتب في المكتبات الا في السعر، او ان الغلاف يكون اسمك.
اما طالب ماجستير في جامعة بيرزيت فيرفض التوجه للبسطات لشراء الكتب، ويفضل الدفع اكثر مقابل الحصول على كتاب بجودة طباعة عالية، وبحقوق طباعة محفوظة، ويرى ان هناك ظلماً للكتّاب بسرقة كتبهم وطباعتها بشكل رديء، وبيعها بسعر قليل.
احد مشتري الكتب عن البسطات لم يعجبه اثارة موضوع الملكية الفكرية، فقاطع الحديث قائلا "لولا وجود نسخ الكتب في الجامعات لما استطعنا القراءة، الكتاب الاصلي سعره عال جدا، بينما الكتاب المنسوخ او المصور على شكل دوسية هو اقل ثمنا وانسب لأوضاع الطلاب، فلماذا نجعل الملكية الفكرية تقف عقبة في طريق نجاحنا؟".
وكانت دار الشروق من بين المكتبات التي اشتكت بيع الكتب على البسطات، حيث قال موظف فيها: "ان الكتب التي على البسطات تباع "مئة بيعة" وكتبنا تبقى على الرفوف، وهذا ليس عدلا، كما ان الجودة تكون رديئة، والالوان والخطوط غير واضحة تماما، ويحقق باعة البسطات ارباحا عالية من بيعها".
ويرى الموظف في المكتبة ان سبب هذه الظاهرة هو عدم وجود قوانين تحمي الملكية الفكرية في فلسطين.
ومن جانبها، قالت في احد التقارير قالت مديرة دائرة حق المؤلف في وزارةالثقافة الفلسطينية نداء صبح: "هذه تجارة غير مشروعة، ولكن غياب القانون والشكاوى تمنع التصرف بهذه الكتب، فإذا جاء صاحب الكتاب وقدم شكوى ضد بائع على بسطة فإن الوزارة تعمل بالقانون المدني، حيث يوجد ضابطة قضائية لوزارة الثقافة مع الشرطة، ومن حقها إزالة البسطة او تغريمها، لكن عدا ذلك لا يوجد دور للوزارة."
أسباب العزوف عن القراءة
لا تقتصر القراءة على شراء الكتب، فهناك الصحف والمجلات وغيرها من الوسائل التي توضع في اطار القراءة، ولعل ما يثبت بعد المواطن الفلسطيني عن القراءة هو ان توزيع الصحف اليومية الثلاث لا يتجاوز 40 ألف نسخة يوميا. حسب دراسة لمؤسسة بدائل، وبهذا يتضح العزوف عن القراءة، لكن السبب غير واضح.
ويرى بعض الأشخاص ان هناك ما يزيد اهمية عن قراءة الصحف في حياتهم، حيث قال البعض ان الصحف تنشر معلومات يمكن معرفتها على وسائل اعلام اخرى مجانية، والبعض الآخر يعتبر القراءة مهمة، لكنه يفضل شراء خبز لأسرته بثمن الجريدة او المجلة، وذلك لسوء الوضع المادي.
وأشار احد الموظفين في مؤسسة فلسطينية إلى انه يقرأ هو واكثر من 12 زميلا له نفس الجريدة، ولا يضطر لشرائها، وبالتالي قد لا تعبر نسبة مبيعات الصحف عن عدد القراء، او قد لا تكون دقيقة.
ويحل يوم الكتاب العالمي في زمن تنعى فيه الكتب والمكتبات روادها العرب الذين يزدادون تناقصا وبعدا عنها، لأسباب عدة قد يحتاج طرحها لدراسة مفصلة.
(المصدر: – خاص – حسناء الرنتيسي – رام الله)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews