مباراة النهائي الآسيوي.. لا تغطي عيوب كرتنا الخليجية!!
لا اعتقد بان احد من العراقيين والاماراتين، معهم كم كبير من المتابعين والمحللين والمشجعين العرب، غير راضٍ عما بلغه الفريقان العربيان بكأس آسيا بنسختها الاسترالية الجديدة، والاغلب عبر عن اطمئنانه لما جاءت به نتائج المنتخبين وبلوغهما المربع الذهبي الذي حفظ ماء وجه الكرة العربية والخليجية التي شاركت بحوالي ثلثين الفرق الواصلة لنهائيات استراليا، دون ان يكون لها حضور فعلي مميز، لولا الفوزان العراقي على ايران والاماراتي على اليابان اللذان اعاد التوازن والهيبة، والا حتى مبارياتنا بالمجاميع جاء الفوز فيها على بعضنا العرب ولم يتمكن لا العراق ولا الامارات من الفوز على فريق اجنبي آخر.. بمعنى ان ما قدم وحصل من نتائج في دور الثمانية، كانت بمثابة مفاجئات مدوية اهتزت لها البطولة، ورفعت وتيرة المنتخبين في الطموح ومكانية الفوز حتى بالكأس الاسترالية الغالية وان لم يكن المستوى الفني مسعفا ولا ممكن لذلك، بالرغم من كون الوقائع التحليلية ومن خلال ما قبل البطولة واثناءها، اثبتت ان الفوارق الفنية واضحة المعالم وتصب لصالح الشرق الآسيوي على حساب غربه المتهالك المتراجع، خصوصا في ضفته العربية، مما يتطلب المصارحة والمكاشفة لاهل الكرة هنا في خليجنا ومخططينا واستراتيجيينا، باعادة النظر للمشهد بصورة واقعية، فان ما تحمله جعبتنا صار مكشوفا ويتطلب الرد على الجماهير باجابات معقولة، لم تعد معها الحول الترقيعية كافية ولا شافية. اغلب المتطلعين على الحقائق بالارقام يقولون ان الشرق الآسيوي كان رحيما هذه المرة مع غربه حينما منحه مقعدين في المربع الذهبي، كان هنالك غيرهم من فرق الشرق تستحقه من ناحية المستوى الفني الحقيقي والمقدرة، بمعزل عن ظروف مباريات الربع نهائي، فاليوم التقييم يفترض ان لا يصب على النتائج فاننا كعرب خليجيين، نعرف حقيقية مستوياتنا مقارنة مع الشرق الآسيوي وكذا العالمي، مما يعني ان النتائج في بطولة ما، لا تعبر عن واقع الكرة في اي بلد، مما يتطلب اعادة النظر بواقعنا الكروي بدءًا من البنى التحتية الى المدارس الكروية ثم الفئات العمرية مروراً بالاندية والدوري والتعاقدات مع اللاعبين والمدربين وغير ذلك الكثير مما يمكن له ان يضع لبنات صحيحة على طريق العودة الى جادة الصواب الكروي التي فقدنا بوصلتها منذ حققنا الافضل في التسعينات وقبلها الثمانينات.. بلوغ العراق والامارات للمربع الذهبي لا يمكن ان يغطي عيوب الواقع الكروي الخليجي في التخطيط والاستراتيج ووضع الرجل المناسب بالمكان المناسب، فان العالم يتسابق مع الريح في تقدمه وتعاطيه العلمي بجميع الملفات خصوصا الرياضية والفنية والشبابية منها، فيما نحن ما زلنا نتصرف وفقا للشخصنة والعشوائية وبكثير من المزاجية اتيى بعضها متقاطعاً حتى مع اقرب الاقربين، مما يولد ارضية هشة وواقع يرثى له.. وهذا حقيقة ما بلغته كرتنا الخليجية المتهالكة، لولا طفرة الربع نهائي التي تحققت من قبل اسود الرافدين والابيض الاماراتي والله ولي التوفيق..
(المصدر: الأيام 2015-01-29)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews