رحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود

رحل فجر يوم الجمعة الماضي رجل الحكمة والرؤية الثاقبة العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عن عمر يناهز التسعين عاماً، وعن مسيرة عطاء عمرها ٩ سنوات ترك فيها بصمة مميزة وانجازات اقتصادية واجتماعية ونهضة سعودية استثنائية ساهمت في وضع السعودية في مراكز متقدمة على خارطة دول العالم المتقدمة.

وقد استقبل العالم أجمع هذا الخبر بحزنٍ وأسى عميقين نظراً لما يتمتع به الملك الراحل من مناقب ومواقف تدعو إلى الخير وإلى نشر السلام والتسامح والعدل بين الشعوب.

سجلت المملكة العربية السعودية، أقوى دولة نفطية في العالم، خلال عهده سلسلة انجازات عملاقة غير مسبوقة خلال مسيرة عطاء قصيرة نسبياً عمرها ٩ سنوات ولكنها غنية بالإنجازات من أهمها :

الموافقة على انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية عام ٢٠٠٥، وإنشاء العديد من المدن الاقتصادية المتقدمة والمتطورة .

اهتم الملك الراحل بالتعليم نظراً لإيمانه بأن شعبا متعلما يعني بلدا متطورا، فعمل على تأسيس مشروع تطوير التعليم العام وبرامج تطوير المناهج التعليمية وإعادة تأهيل المعلمين والمعلمات وتحسين البيئة التربوية، وبرامج ابتعاث المتعلمين للخارج ورفع رواتب الطلبة المبعوثين إلى الخارج بمنح تعليمية بنسبة ٥٠٪ حيث يبلغ عدد المبعوثين سنوياً أكثر من ٢٠٠ ألف مبتعث ، كما تأسس في عهده عدد من الجامعات الجديدة في المملكة التي ارتفع عددها من ٨ جامعات إلى ٢١ جامعه حكومية و٤ جامعات أهلية.

كرم الملك الراحل المرأة السعودية وبارك في جهودها وشجعها على الانفتاح والعمل مقارنةً بدورها المحدود في السابق.

وفي عهد الملك الراحل تم إنشاء ٦ مدن طبية و١١ مستشفى تخصصيا و٣٢ مستشفى عاما مجهزة جميعها بأحدث التجهيزات وبكوادر طبية ممتازة لتغدو المملكة مكاناً للعلاج والاستطباب لمرضى من كل مكان حول العالم.

كما وأنشئ في عهد الملك الراحل شبكة طرق برية وحديدية و١١ مدينة رياضية وغيرها الكثير من الانجازات الاقتصادية العملاقة التي تهدف إلى تطوير حال البلاد وزيادة رفاهية الحالة المعيشية لشعبه.

وهو كمسلم ، وخادم للحرمين الشريفين ، فقد أدى رسالته بإخلاص وقام بتوسعة الحرم المكي الشريف ليستوعب أكبر عدد من الحجاج سنوياً، وهذه تُعدّ أكبر توسعة للحرم المكي في تاريخ المملكة.

كما وقد عُرف الملك الراحل بعروبته ووقوفه إلى جانب القضايا العربية المصيرية حيث كان مدافعاً قوياً عنها وعن حقوقها ناشراً للسلام والعدل ومحباً للخير.
وأثبت عبر سنوات حكمه فهمه العميق للتحديات التي تواجه الأمة والمنطقة بحكمة ورؤية ثاقبة لمجريات الأحداث.
وكان رحمه الله حريصاً أشد الحرص على روح الأسرة الخليجية الواحدة داعياً للتضامن والتعاون ووحدة الصف.

الرحمة لروح ملك في هذا الزمان أحب بلاده وشعبه واحتواه وعززه وكرّمه..
الرحمة لروح ملك جاد على شعبه من خير بلاده فكسب محبة وإخلاص الجميع..
الرحمة لروح ملك منح شعبه آمناً وأماناً بات حلماً عند شعوب أخرى..

أدعو الله أن يرحمنا ويرحمه وأن يغفر لنا وله ويجعل مثواه الجنة .. وأعزي الشعب السعودي والعربي والأمة الإسلامية بوفاته..

وليبارك الله الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ويمده بالصحة والعافية ليكون خيراً لبلاده ويكمل مسيرة العطاء والتقدم.

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv